تاريخ البيتكوين

تم تطوير مفهوم العملة المشفرة كنظام دفع إلكتروني لامركزي في أوائل تسعينيات القرن الماضي. في عام 1998، قام Wei Dei، وهو يعمل مبرمجًا وتخرج من جامعة واشنطن، بنشر مقال طرح فيه فكرة العملة الرقمية B-money  واصفاً إياها بأنها مشروع مصمم لمجموعة من المستخدمين المجهولين يقوم على آلية مدفوعات لا يمكن تعقبها ويتم إجراء العقود بين المستخدمين دون مساعدة وسطاء خارجيين. ذلك المفهوم يشبه بشكل كبير آلية عمل عملة البيتكوين. ما هو أصل أشهر العملات المشفرة، البيتكوين؟ ما هو تاريخها؟ وما الذي يمكن أن يجلبه المستقبل للبيتكوين؟ سيتم الرد على هذه الأسئلة وغيرها في هذه المقالة.

أصل البيتكوين

تعتمد التجارة على الإنترنت بشكل حصري على المؤسسات المالية التي تعمل كأطراف ثالثة موثوق فيها لمعالجة المدفوعات الإلكترونية. وعلى الرغم من أن النظام ينجح جيداً مع معظم المعاملات، إلا أنه لا يزال يعاني من نقاط الضعف المتأصلة في النموذج القائم على الثقة. هذه هي الكلمات الافتتاحية للبيان الذي يُطلق عليه "البيتكوين: نظام نقد إلكتروني قائم على مبدأ من نظير إلى نظير" والذي كتبه فعلياً ساتوشي ناكاموتو الشهير. وفي أقل من عشر صفحات من الورقة، قدم فكرة إنشاء شبكة لامركزية تعتمد على إثبات عمل أجهزة الحاسوب الخاصة بالمستخدمين الأفراد. ووضع البيان الذي نُشر في 31 أكتوبر 2008 الأساس ليس فقط لنظام دفع لامركزي جديد، ولكن أيضاً لبديل لسوق رأس المال التقليدي بقيمة تزيد عن 2,7 تريليون دولار أمريكي (كما هو الحال في نهاية أكتوبر 2021). يمكن ملاحظة الدور الرئيسي لثقة المجتمع (أو بالأحرى عدم ثقته) في العملات الورقية بعد سنوات قليلة من نشر بيان ناكاموتو.

تاريخ البيتكوين

في يناير 2009، وبمجرد تعدين الكتلة الأولى، بدأت شبكة بيتكوين في العمل. قام ساتوشي ناكاموتو نفسه بتعدين الكتلة الأولى والتي بلغت قيمتها 50 بيتكوين، والمعروفة الآن باسم كتلة التكوين. قام موكل العملة بالسماح للمزيد من المستخدمين بالانضمام إلى الشبكة. حيث قام بتوزيعها آنذاك بموجب ترخيص مفتوح المصدر، وبدأوا معًا في بناء سلسة كتل خاصة بالبيتكوين Bitcoin blockchain. ومع ذلك، فقد كانت تلك هي اللحظة التي واجهوا فيها المشكلة الرئيسية الأولى: كيف سيتم تقييم العملة الافتراضية الجديدة؟ على الرغم من أن المعاملة الأولى قد تمت في شهر يناير، إلا أنه لم يتم تحديد أول سعر صرف حقيقي للبيتكوين حتى أكتوبر 2009، والذي كان بالضبط 1 دولار أمريكي لـ 1309 بيتكوين. في نهاية أكتوبر 2021، كان من المفترض أن قيمة هذه الكمية من البيتكوين تزيد قليلاً عن 81 مليون دولار أمريكي! وبالتالي يتمكن مستخدمو البيتكوين الأوائل من تحقيق معدل ربح هائل. تم تجربة هذا بطريقة مؤلمة إلى حد ما بواسطة Laszlo Hanyecz، الذي كان أول شخص في العالم يستخدم البيتكوين في معاملة تجارية. في 22 مايو 2010، اشترى المبرمج اثنين من البيتزا ودفع لهما مبلغًا مساويًا قدره 10000 بيتكوين

قبل ذلك بقليل، في فبراير 2010، تم إنشاء أول بوابة على الإطلاق للسماح بشراء البيتكوين مقابل عملة ورقية. تم إنشاء سوق البيتكوين بواسطة مستخدم من نفس منتدى النقاش الذي تباهى فيه Laszlo Hanyecz بعملية الشراء التي قام بها. ومع ذلك، فشلت البوابة في أن يُعترف بها في على نطاق أوسع من المستخدمين، وأنهت عملياتها في نهاية المطاف في منتصف عام 2011 بسبب انتهاء التعاون بين سوق البيتكوين وباي بال، وهي شركة توسطت في المدفوعات مقابل عملات البيتكوين المشتراة.

وللمزيد من الشهرة، قدم Jed McCaleb منصة Mt.Gox. وفيها، بالإضافة إلى السماح بشراء البيتكوين، يتم الحفاظ على سعر صرف ثابت وتقديم معلومات عن الحد الأقصى والحد الأدنى للسعر الذي تم الوصول إليه في يوم واحد وحجم الأسعار اليومي المستحدث. يعتبر الكثير من الناس أن Mt.Gox هي أول منصة تداول بيتكوين حقيقية. في 6 مارس 2011، قام McCaleb ببيع المنصة إلى Mark Karpeles، الذي حافظ على سمعة Mt. Gox كأكبر مركز تبادل للبيتكوين على الإنترنت لسنوات. في ذلك الوقت تقريبًا، بدأت تظهر منصات إقليمية تضاهي Mt.Gox. في 27 مارس، تم إنشاء منصة Britcoin، وفيها يسمح بشراء البيتكوين مقابل الجنيه الإسترليني. بعد أربعة أيام، تم إطلاق منصة Bitcoin Brazil، مما سمح لسكان أكبر دولة في أمريكا الجنوبية بالتداول بحرية في البيتكوين. في بداية أبريل 2011، تم إطلاق منصة BitMarket.eu، والتي تسمح للأشخاص بشراء البيتكوين مقابل اليورو. في يوليو من نفس العام، بدأت بوابة ويكيليكس، تليها منظمات وجمعيات أخرى، بقبول البيتكوين كوسيلة للتبرع. بحلول ذلك الوقت، تجاوز رأسمال البيتكوين بالفعل مليون دولار، ووصلت قدرة أول منجم تجاري للبيتكوين، Slush's Pool، إلى 10,000 ميجا هاش/ ثانية. في الوقت نفسه، تم بالفعل تعدين 25٪ من جميع عملات البيتكوين بحلول نهاية يناير 2011، وبدأت تلك الأصول الجديدة في جذب اهتمام وسائل الإعلام. ومع ذلك، بعد الوصول إلى ذروة محلية عند 32 دولارًا أمريكيًا، بدأ سعر البيتكوين في الانخفاض لينهي العام التاريخي 2011 عند حوالي 5 دولار أمريكي. وكما اتضح لاحقًا، كانت التعديلات، التي وصلت نسبتها من 80-90٪ من القمم المحلية، من المفترض أن يصاحبها مشاركين في السوق خلال السنوات القليلة المقبلة.

فريق سفراء XTB

لقد تعاونا مع بعض من أكبر النجوم في عالم الرياضة ، الذين نفخر بكونهم سفرائنا

قابل الفريق

مزيد من التطوير

في فبراير 2013، أعلنت Coinbase أنه تم بيع ما قيمته مليون دولار من عملات البيتكوين في غضون شهر واحد فقط. وفي نهاية مارس، تجاوزت رسملة البيتكوين مليار دولار. وفي الوقت نفسه، أظهر الرسم البياني للعملات المشفرة زيادات كبيرة، والتي أصبحت عمودية تقريباً بمرور الوقت. في 10 أبريل 2013، حققت البيتكوين ذروة تاريخية حيث بلغت كل عملة منها 266 دولاراً أميركياً، ما يمثل نهاية السوق الصاعدة الثانية. بعد انخفاض سعر البيتكوين بأكثر من 80٪ في غضون ستة أيام فقط، توقع الكثيرون زوال اختراع ناكاموتو. ومع ذلك، فإن الأشهر التالية كانت تتضمن تزايد اعتماد العملات المشفرة.

بعد أن اعترفت السلطات الألمانية ببيتكوين كوسيلة خاصة وكاملة للدفع في سبتمبر 2013، بدأ وضع الرسم البياني يشبه النصف الأول من العام. فقط ثمانية أسابيع كانت كافية للبيتكوين ليسجل ارتفاعًا قياسيًا آخر. هذه المرة كانت بسعر 1242 دولارًا أمريكيًا. ومع ذلك، وفقًا لأحد افتراضات التحليل الفني، فالتاريخ يعيد نفسه، وأعقبت الزيادات الديناميكية انخفاضات لا تقل ديناميكية. اكتسبت البيتكوين شعبية ليس فقط بين المتحمسين للتكنولوجيا الجديدة أو المضاربين الذين كانوا يأملون في زيادة سعرها. نظرًا لخصائصها، ازدادت شعبية عملة البيتكوين بين المجرمين. في أكتوبر 2013، صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي حوالي 26 ألف بيتكوين بعد القبض على مبتكر Silk Road، الموقع الأكثر شهرة آنذاك، والذي توسط في بيع جميع الأشياء غير القانونية. ربما كان هذا الحدث هو الذي جعلنا نتطلع إلى عام 2017 من أجل المزيد من الارتفاعات الديناميكية في سعر البيتكوين. ومع ذلك، هذا لا يعني أن تاريخ البيتكوين قد توقف أثناء تلك الفترة الزمنية.

لم يؤثر انهيار أكبر بورصة للبيتكوين في ذلك الوقت، Mt. Gox، إلى الإضرار بشعبية البيتكوين أيضًا. في أوائل فبراير 2014، علقت البورصة المدفوعات فقط لتقديم طلب بإشهار الإفلاس في نهاية نفس الشهر. كما اتضح لاحقًا، كان الإفلاس نتيجةً لعمليات سرقة البيتكوين التي حدثت بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى خسارة أكثر من 744 ألف بيتكوين. في سبتمبر من نفس العام، تلقت TeraExchange موافقة من لجنة تداول السلع الآجلة بالولايات المتحدة لإنشاء أول منتج للبيع المباشر OTC بناءً على سعر البيتكوين. لم هذا الأمر بالغ الأهمية؟

سمحت منتجات البيع المباشر المنظمة لمجموعات أكبر من الأشخاص بالاستثمار في البيتكوين. حتى ذلك الوقت، سيطرت البيتكوين على اهتمام عشاق الإنترنت، على الرغم من أن التكنولوجيا نفسها قد بدأت بالفعل في جذب اهتمام شركات مثلDell ومايكروسوفت، إلا أن اعتماد البيتكوين قد واجه مقاومة كبيرة في الأسواق المالية من ممثلي الأسواق أنفسهم. في ديسمبر 2013، تحدث الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، آلان جرينسبان، عن البيتكوين، واصفًا إياها بأنها "فقاعة مضاربة". كما أعرب وارن بافيت عن انتقاده للعملة المشفرة، حيث صرح في مقابلة أجريت في أوائل عام 2014 أن "البيتكوين هي مجرد سراب". ورغم ذلك، فإن الانتشار المتزايد لبيتكوين كبديل للنقود الورقية أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مطرد. في أوائل مارس 2017، تجاوز سعر البيتكوين سعر أونصة الذهب، والتي كانت قيمتها آنذاك 1286 دولارًا أمريكيًا. بدأت البيتكوين في اكتساب المصداقية بسبب التغييرات التشريعية في العديد من الدول. وفي عام 2017، بدأت اليابان في الاعتراف على نطاق واسع بعملة البيتكوين كبديل شرعي لعملتها. سمح التشريع الذي تم تقديمه في ذلك الوقت بالاحتفاظ بعملة البيتكوين وتبادلها مع العملات المحلية أو الأجنبية، لكنه لم يسمح باستخدام البيتكوين للمدفوعات المباشرة للسلع أو الخدمات. مع الزيادة في سعر البيتكوين، زاد الاهتمام بالفقاعة الناشئة أيضًا، جنبًا إلى جنب مع زيادة أحجام عمليات تبادل العملات المشفرة. إلا أنه في منتصف عام 2017، حدث انقسام بين مؤيدي البيتكوين أنفسهم وداخل شبكة البلوكتشين نفسها. في 1 أغسطس، تم تقسيم الشبكة، مما أدى إلى إنشاء عملتين مشفرتين منفصلتين: البيتكوين والبيتكوين كاش Bitcoin Cash.  تتميز الأخيرة بحجم كتلة أكبر (يصل إلى 8 ميجابايت)، لكن هذا التغيير لم يقلل بشكل كبير من شأن البيتكوين. في الوقت الحالي (نهاية أكتوبر 2021)، تحتل عملة البيتكوين كاش المرتبة الثالثة من بين أشهر عشر عملات مشفرة من حيث القيمة السوقية، وبذلك فهي متخلفة كثيرًا عن البيتكوين.

على الرغم من انقسام الشبكة، استمرت البيتكوين في اكتساب القيمة، وأدى الاتجاه المستمر نحو عرض العملة الأوّلي (ICO) إلى دفع سعرها إلى حوالي 19,500 دولار أمريكي في منتصف ديسمبر 2017. ومع ذلك، مرة أخرى، وسط الإثارة الهائلة إثر الزيادة المفاجئة في تقييم البيتكوين وتجاوز رأسمال تلك العملة المشفرة قيمة 100 مليار دولار أمريكي، تم ثقب الفقاعة. على مدار الاثني عشر شهرًا التالية، تقلص سعر البيتكوين بنسبة 85٪ إلى أن وصل إلى مستوى 3200 دولارًا أمريكيًا. على الرغم من أنه في عام 2019 كانت هناك محاولة في السوق لمنافسة الذروة السابقة، إلا أن النمو توقف في نهاية المطاف عند حوالي 13000 دولار أمريكي. كان علينا أن ننتظر حتى عام 2020 من أجل سوق صاعدة مرتفعة.

مستقبل غامض

في أوائل يوليو 2020، بدأت الشركة الهندية، 21Shares، في عرض نظام Xetra لسبعة منتجات للتداول في البورصة بناءً على سعر البيتكوين. وفي الوقت ذاته، كانت عقود البيتكوين الآجلة وعقود الخيارات يتم تداولها بالفعل بشكل نشط؛ تم تقديمها، في وقت واحد تقريبًا، من قبل بورصة شيكاغو التجارية وبورصة شيكاغو لتداول الخيارات مرة أخرى في ديسمبر 2017. وعلى صعيد آخر، كانت هناك معركة مستعرة لحث هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ((SEC على الموافقة على صندوق الاستثمارات المتداولة للبيتكوين (ETF). قدّرت العقود الآجلة، وكذلك عقود الخيارات القائمة عليها مقابل سعر البيتكوين بقيمة تصل إلى 5 بيتكوين، لذلك لا تحظى هذه الأدوات بشعبية بين مستثمري التجزئة الذين لديهم رأس مال أصغر تحت تصرفهم.

مع أخذ ذلك في الاعتبار، قدمت أفضل شركات الوساطة عرضًا للعقود مقابل الفروقات على العملات المشفرة، مما أدى إلى زيادة شعبية هذا السوق بين أولئك الذين يبحثون عن تنويع إضافي لمحافظهم الاستثمارية.

رفضت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشكل متكرر طلبات الموافقة على صندوق الاستثمارات المتداولة للبيتكوين. اشتهر الإخوان Winklevoss باستثماراتهم المبكرة في البيتكوين وإنشاء بوابة تداول العملة المشفرة Gemini، وفي منتصف عام 2018، واجهوا رفضًا بشأن هذا الصدد. إلا أنه تم أخيرًا إنشاء صندوق استثمارات متداولة لا يعتمد على سعر البيتكوين نفسه، ولكن على عقود البيتكوين الآجلة. كان على السوق الانتظار حتى أكتوبر 2021 لرؤية هذا الحدث. في غضون ذلك، أصيب العالم بوباء فيروس كورونا، ومن جانبه، كان هناك تقلبات هائلة في الأسواق المالية. بينما تسبب الوباء بالنسبة لمعظم فئات الأصول التقليدية في حدوث انخفاضات ديناميكية، أما بالنسبة إلى عملة البيتكوين، فقد تسبب الوباء في زيادات أدت في النهاية إلى تكوين ذروة تاريخية جديدة.

أنهت البيتكوين عام 2019 بسعر يقترب من 7250 دولارًا أمريكيًا، وبعد اثني عشر شهرًا تم تقييمها بالفعل بحوالي 29000 دولار أمريكي، وفي منتصف أبريل 2021، وصلت إلى ذروتها عند حوالي 64000 دولار أمريكي. مع الاعتماد الإضافي لتكنولوجيا سلسلة الكتل "البلوكتشين" فقد تم دفع الزيادات الديناميكية، التي تخللها فترات قصيرة من التصحيحات السطحية، إلى الاقتصاد الحقيقي، وسط التوقعات المتعلقة بالأدوات المالية الجديدة القائمة على سعر البيتكوين، والتي تساعد من خلالها على تنويع المخاطر. في نهاية المطاف، أدت الفترة المطولة للسياسة النقدية الفضفاضة التي نفذتها العديد من البنوك المركزية إلى ارتفاع عالمي في التضخم وبالتالي إلى انخفاض القوة الشرائية للنقود. وفي الوقت نفسه، واصلت البيتكوين، التي يقتصر عرضها على 21 مليون وحدة، في ارتفاع أسعارها، وبالتالي توفير بديل مثير للاهتمام للأصول المالية التقليدية. لذا، تحدث الكثيرون عن فقاعة استثمارية تدفعها آمال بارتفاع سعر البيتكوين. ومما لا شك فيه أن النصف الأول من عام 2021 تضمن إعادة تسعير أكثر من 50٪ من أقدم عملة مشفرة، ولكن أدت الشهور التالية إلى تكوين أعلى مستوى جديد على الإطلاق على الرسم البياني عند 66,900 دولار أمريكي. ما الذي يمكن أن يجلبه المستقبل للبيتكوين؟

في الواقع، من الصعب الإجابة على هذا السؤال. يمكن باستخدام امتدادات فيبوناتشي، وهي واحدة من أكثر أدوات التحليل الفني شيوعًا، أن نعلق آمالًا لوصول المستوى إلى ما يقارب 89000 دولار أمريكي. لكن يجب على المرء أن يضع في اعتباره أن البيتكوين قد فاجأ المحللين مرارًا وتكرارًا. من الممكن تحديد العديد من العوامل التي أثرت على سعر البيتكوين حتى الآن:

• مزيد من التكيف مع تقنية البلوكتشين:  يشير العديد من نقاد البيتكوين إلى أن غالبية المعاملات في البلوكتشين يتم إنشاؤها من قبل المضاربين الذين يأملون في استمرار الاتجاه الصعودي على مخطط البيتكوين. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن تقنية البلوكتشين تُستخدم في حالات عدة، كما يتم تطويرها واستخدامها من قبل شركات مثل Intel. Microsoft  وGoldman Sachs وAmazon وWalmart. إن تقنية البلوكتشين ليست قادرة على تبسيط الخدمات اللوجستية فحسب، ولكنها قادرة أيضًا على توفير رعاية صحية سريعة وآمنة أو إحداث ثورة في عالم التجارة الإلكترونية. يمكن أن يؤدي إدخال المزيد من الحلول القائمة على البلوكتشين في الاقتصاد الحقيقي إلى دعم سعر البيتكوين، والذي يتم التعامل معه بالفعل على أنه مكافئ رقمي للذهب.

• اللوائح: يعتقد الكثير من الناس أن الارتفاع الصعودي لعملة البيتكوين الذي حدث في عامي 2020 و2021 كان بشكل جزئي بسبب توقعات المزيد من التنظيم للبيتكوين من قبل ممثلي سوق المالية. كما أن إدخال صناديق الاستثمارات المتداولة التي تستند إلى تقييم العقود الآجلة للبيتكوين قد يمهد الطريق لملايين المستثمرين السلبيين لإضافة العملات المشفرة إلى محافظهم. فالتنظيم الإضافي لسوق العملات المشفرة قد يؤثر بالإيجاب على ثقة المستثمرين في البيتكوين وزيادة سعرها.

• سياسة البنك المركزي: بسبب فترة السياسة النقدية الفضفاضة التي نفذتها العديد من البنوك المركزية حول العالم، فقد ارتفع متوسط مستوى الأسعار في العديد من الاقتصادات. كما وضعت المشاكل التي سببها الوباء في سلسلة التوريد ضغوطًا تضخمية إضافية، مما دفع الكثير من الناس إلى البحث عن بدائل للنقود الورقية. يتم التعامل مع البيتكوين على أنها بديل، مما يجعل من المرجح استمرار نمو سعرها إذا استمر التضخم في الارتفاع.

في يونيو 2021، كانت السلفادور أول دولة في العالم تعترف بعملة البيتكوين كعملة قانونية. منذ ذلك الحين، تمكن سكان السلفادور من استخدام العملة المشفرة في عمليات الشراء اليومية والحصول على أجور أعمالهم بعملة البيتكوين. احتدم النقاش بين مؤيدي العملات المشفرة بسبب قرار هذه البلدة الصغيرة من أمريكا اللاتينية حول ما إذا كان ينبغي على حكومات البلدان الأخرى اتخاذ خطوات مماثلة. بالتأكيد، سيراقب العالم بأسره عن كثب هذه التجربة الاجتماعية والاقتصادية الفريدة في العملة المشفرة. قصة البيتكوين لم تنته بعد، وبالتأكيد لايزال مستقبلها يثير المزيد من الفضول.

يرجى ملاحظة أن المعلومات والأبحاث المستندة إلى البيانات أو النتائج التاريخية لا تضمن الأرباح المستقبلية وأي شخص يتصرف بناءً على هذه المعلومات، يفعل ذلك على مسؤوليته الخاصة بالكامل.