السكر لا يعد فقط مادة تحلية يومية – بل قوة زراعية يتم تداولها عالمياً. ما وراء الغذاء و المشروبات، يلعب السكر دوراً متنامياً في إنتاج الوقود الحيوي، خاصة الإيثانول. تتصرف العقود الآجلة للسكر، التي تتداول على بورصة ما بين القارات (ICE) كمعيار للأسعار على مستوى العالم. تستعمل هذه العقود بشكل واسع من المزارعين، الزبائن الصناعيين، و المضاربين على حد سواء للتحوّط من إضطراب السوق أو عمل الصفقات المربحة خلال تحولات السعر.
ديناميكيات السوق العالمي للسكر – شرح مبسط
عالم السكر أكثر من مجرد تحلية – إنه تجارة عالمية تساوي ملايير الدولارات تحركها قوى الطبيعة، الإقنصاديات و السياسات.
أساسيات الطلب و العرض: هي قلب تحركات السعر العالمي للسكر، مع تمركز الإنتاج و الإستهلاك في أبرز المناطق التالية:
- البرازيل: لديه أثقل وزن في السكر بدون منازع نظراً لأراضيه الخصبة و مناخه المناسب لزراعة السكر. يقود البرازيل المجال في كل من الإنتاج و التصدير، مما يجعله من المحددين البارزين للسعر.
- الهند: منتج رئيسي و لديه إستهلاك محلي هائل. تلعب دوراً مزدوجاً – مستهلك كبير و مصدّر موسمي عندما يحصل فائض في الإنتاج.
- تايلندا: فعّالة، موجهة نحو التصدير، و حد مندمجة مع التوجهات العالمية للسكر.
في جهة الطلب، يتم إستهلاك أحجام معتبرة من السكر عبر:
- الهند، الصين، و الإتحاد الأوروبي، أين تقوم كل من إتجاهات السكان، العادات الغذائية، و النمو الإقتصادي بتشكيل مستويات الطلب بشكل عام.
لكن، يوجد أيضاً: تحولات السياسة التجارية، رسوم الإستيراد، و الدبلوماسية الدولية التي تؤثّر بشكل منتظم على تحركات السكر عبر الحدود، مزعزعة أحياناً الأسواق أكثر مما يستطيع الطقس فعله.
ما الذي يحرّك أسعار السكر؟ أبرز العوامل
تعتبر أسعار السكر مضطربة بشكل مشهور، و تتقلب كثيراً نظراً لمزيج من الأساسيات المادية و سلوك المضاربة. إليك أكثر المحركات تأثيراً:
ظروف الطقس
محاصيل قصب السكر و الشمندر السكري حساسة جداً للطقس. يستطيع كل من الجفاف، المطر المفرط، أو تغيرات الحرارة غير الموسمية أن تتسبب إما بتعزيز عائدات المحاصيل أو التسبب بصدمات في المخزون، مع تفاعل الأسعار على حسبها.
الطلب مقابل العرض العالمي
إذا أنتج العالم سكراً أكثر من إستهلاكه، تميل الأسعار إلى السقوط. توازن شديد ضيق بين الطلب و العرض؟ هدا ما يجعل الأسعار تنطلق إلى أعلى. تستطيع محاصيل البرازيل، الهند، و تايلاندا وحدها أن تأرجح الشعور العالمي.
الإتجاهات الإقتصادية
خلال أوقات القوة الإقتصادية العالمية، يرتفع الطلب على منتجات السكر – من المشروبات الغازية إلى الإيثانول. لكن خلال التقلبات، يمكن أن يضع إنخفاض الإستهلاك وزنه على الأسعار.
تذبذبات العملة
بما أنّ تجارة السكر عالمية، فإن العملة المحلية الضعيفة يمكنها تعزيز المنافسة في التصدير. على سبيل المثال، قد يشجّع ضعف الريال البرازيلي على صادرات سكر أكثر، مما يضيف ضغطاً على الأسعار العالمية.
السياسات و الرسوم التجارية
تستطيع حصص الإستيراد، الدعم الحكومي، و القيود التجارية أن تعمل كلها كأيادي خفية في السوق. تستطيع هذه التحركات في السياسة التجارية إما أن تغلق الأبواب أو تفتحها، بتأثيرها على سلاسل التوريد العالمية.
نشاط المضاربة
تستطيع مراهنة المتداولين على أحداث الطقس، تقارير المحاصيل، أو الإتجاهات الإقتصادية الكبرى أن تتسبب في تحركات للأسعار غير مرتبطة مع التدفق المادي للسكر.
خصائص التداول
تعد تجارة السكر حالة تقليدية لإلتقاء عرض دوري مع طلب غير متوقع. فهو حلو ظاهرياً، لكنه يخبأ خلفه سوقاً شديد الإضطراب يحرّكه الطقس، إنتاج الإيثانول، و إستهلاك الأسواق الناشئة.
سلعة ثنائية الإستعمال: السكر فريد من نوعه – فهو يطعم البشر و الآلات معاً. في بلدان مثل البرازيل، يستعمل قصب السكر في إنتاج وقود الإيثانول، ما يجعل أسعار السكر تتناغم مع أسعار النفط الخام و السياسة الطاقوية.
تأثير الطقس و الموسمية العالية: يتعلق إنتاج السكر بإثنين من المحاصيل – قصب السكر و الشمندر السكري. يستطيع الجفاف في البرازيل أو الفياضانات في الهند أن تتسبب في تضاؤل العائدات بشكل معتبر، مرسلة الأسعار إلى أعلى كالبرق.
هيمنة العقود الآجلة لبورصة ما بين القارات (ICE): يتم تداول عقود السكر على بورصة إنتركونتينونتال (ICE)، و التي تعرض السيولة لكنها تستقبل أيضا العديد من المضاربين. يمكن للأحجام اليومية أن تقفز بشكل حاد خلال أوقات إصدار التقارير و الأخبار المرتبطة بالنفط.
قصة الطلب في الأسواق الناشئة: إرتفاع حجم الطبقة المتوسطة في بلدان مثل الصين و الهند عزّز من إستهلاك السكر. كثيراً ما ينعكس التحول الغذائي و الحضري بشكل مباشر في ديناميكيات التسعير.
الحساسية للتنظيمات الصحية: يواجه الطلب على السكر ضغوطاً منظمة من الحملات العالمية للصحة. يمكن للضرائب على المشروبات السكرية أو جهود التوعية العمومية أن تكبح الطلب طويل الأمد في البلدان المتقدمة.
الحوافز و المخاطر الرئيسية
في سوق السكر، يظهر أن كل العوامل مرتبطة ببعضها – من أسعار النفط إلى سقوط الأمطار، من السياسة إلى الدعم الحكومي للسكر.
أبرز الحوافز
- سياسة البرازيل للإيثانول: إذا وجّهت البرازيل قصب سكر أكثر لإنتاج الإيثانول نظراً لإرتفاع أسعار البترول، يتقلص المخزون العالمي – ترتفع الأسعار.
- نوعية الموسم الماطر في الهند: يعتمد إنتاج السكر في الهند على موسم ممطر مستقر. إذا كان الموسم ضعيفاً يمكن أن تندفع العقود الآجلة إلى أعلى.
- إتجاهات الصحة العالمية: بشكل ساخر، كثيراً ما تؤثّر الأخبار السلبية حول السكر على الإستثمارات طويلة الأمد أكثر منها على السعر على المدى القصير.
- تقارير تقديرات العرض و الطلب الزراعي العالمي (WASDE) و بيانات المنظمة الدولية للسكر (ISO): تقوم هذه الإصدارات البيانية الزراعية البارزة بتشكيل التوقعات لكل من العرض و الإستهلاك.
أبرز المخاطر
- خطر فرط الإنتاج: يستطيع الدعم الحكومي في الهند أو تايلاندا أن يؤدي إلى فائض في العرض و أسعار عالمية منخفضة.
- خطر العملة: كثيراً ما تؤثّر الروبية الهندية و الريال البرازيلي على التسعير الدولي عبر تنافسية صادراتهما من حيث السعر.
- الحركات المضادة للسكر: تستطيع التنطيمات المعاكسة – مثل الضرائب على السكر – في دول مثل المملكة المتحدة أو المكسيك أن تخفض الطلب عبر الوقت.
- إنهيارات أسعار النفط: قد يؤدي إنخفاض أسعار النفط الخام بالمنتجين البرازليين إلى تحويل قصب السكر عن الإيثانول، مما يعزّز مخزون السكر بشكل غير متوقع.
- الإضطراب السياسي: حصص التصدير، العقوبات التجارية، أو التحكم الحكومي في السعر، تستطيع كل هذه أن تشوّش على ميكانزمات السوق الحر و تثير إختلالات في السعر.
ساعات تداول السكر
سوق السكر ليس لديه الوقت التقليدي من 9 إلى 5 – هو عبارة عن ماراثون طول اليوم. بفضل الطبيعة العالمية لتداول هذه السلعة، تستطيع إكتساب التعرض للسكر تقريباً 24 ساعة في اليوم، 5 أيام في الأسبوع. إليك كيف تكون وتيرة تداول السكر على معظم المنصات التي تعرض عقود الفرق CFD للعقود الآجلة للسكر على بورصة إنتركونتينونتال (ICE).
ما قبل السوق: 8:00 مساءً إلى 8:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية
تعكس هذه الجلسة الشعور في سائر العالم و أنماط الطقس عبر الليل. كثيراً ما تحركها الأخبار الإقتصادية الكبرى و الصفقات المسبقة للمؤسسات الضخمة.
السوق النظامي: 8:00 صباحاً إلى 2:20 مساءً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا هو الحدث الرئيسي. توقع سيولة ضخمة، مضاربة نشطة، و تفاعلات مع الأخبار الطارئة، بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، و التحديثات الأساسية.
ما بعد السوق: 2:20 مساءً إلى 8:00 مساءً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية
بالرغم من ميل أحجام التداول إلى الإنخفاض، يمكن أن تبقى تحركات الأسعار حادةً – خاصة عندما تصل أخبار طارئة متأخرة للطقس أو تحصل تحركات للعملة.
فترات الإضطراب: عندما يصبح السكر مفرط النشاط
لدى مختلف أجزاء يوم التداول رنّات مشاعر مختلفة، تشكلها الأخبار، نفسية المتداول، و تدفق المعلومات.
- 8:00 صباحاً إلى 9:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية: إرتفاع العاصفة. تضرب نتائج أخبار الليلة الماضية بالسوق، خاصة توقعات المحاصيل و التحديثات الكبرى. توقع تحركات تفاعلية ضخمة.
- 9:00 صباحاً إلى 11:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية: الهدوء. بعد الإندفاع الأولي، غالباً تستقر الأسعار. يوفّر الإضطراب المنخفض متنفساً لإستراتيجيات منتصف اليوم.
- 11:00 صباحاً إلى 2:20 مساءً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية: المنطقة الإستراتيجية. يعود الإضطراب إلى الإرتفاع مع إعاد تقييم المتداولين لصفقاتهم قبل الإغلاق – خاصة قبل التقريرات الرئيسية لوزارة الزراعة الأمريكية أو المنظمة الدولية للسكر (ISO).
- 2:20 مساءً إلى 8:00 مساءً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية: تأرجحات ما بعد ساعات السوق. بالرغم من الحجم المنخفض، لا يزال بإستطاعة السكر أن يتفاعل مع التحديثات الدولية أو تحذيرات الطقس، التي تباغت المتداولين أحياناً.
ما هي أفضل الأوقات لتداول السكر؟
التوقيت مهم في تداول السلع - و السكر ليس إستثناءً. بينما يمكن تداوله خلال اليوم، نجد أن لبعض الأوقات نشاط، أحجام و إضطراب أكثر. إليك الأوقات التي يميل المتداولون فيها إلى زيادة تركيزهم:
إصدارات البيانات الإقتصادية (8:30 – 10:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية)
كثيراً ما تحدث تحركات مفاجئة خلال هذه الفترة الزمنية. لماذا؟ إنها الوقت الذي تنزل فيه التقارير المؤثّرة – مثل توقعات المحاصيل من وزارة الزراعة الأمريكية أو التحديثات الزراعية العالمية. تستطيع هذه الإصدارات أن تعيد تشكيل توقعات السوق بسلاسة.
تقارير الطقس (الوقت الحقيقي)
لا ينمو السكر على الحسابات المالية – بل من التربة. لذلك فالطقس مهم جداً. الجفاف، الفيضانات، أو الأعاصير التي تحدث خلال مواسم الغرس أو الحصاد في أبرز المناطق (مثل البرازيل أو الهند) تستطيع أرجحة الأسعار بشكل حاد. يتبع المتداولون تنبؤات الطقس كما يتبع الصقر فريسته.
تداخل السوق الأمريكي و الأوروبي (7:00 – 11:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية)
في هذه الفترة يمتزج نشاط التداول الأمريكي و الأوروبي، و كثيراً ما ينتج عنه أحجام تداول كبيرة و تحركات حادة في الأسعار. بالنسبة للمتداولين النشطين، فهو نقطة ملائمة لإيجاد السيولة و الإضطراب.
أبرز تقارير سوق السكر التي يجب عليك تتبعها
خلف كل حركة لها معنى في العقود الآجلة للسكر يوجد تقرير غيّر من التوقعات. يعتمد المتداولون و المحللون على حد سواء على مجموعة من المنشورات الأساسة التي تساعدهم على توضيح العرض، الطلب، و إتجاهات السعر:
تقديرات العرض و الطلب الزراعي العالمي (WASDE) الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) بشكل شهري
تاج التقارير الزراعية. يعرض هذا التقرير المعتمد على التنبؤات نظرة شاملة لتوازن السكر و المحاصيل الأخرى عالمياً. غالباً ما يحدّد النظرة العامة للأسعار.
نظرة السكر و المُحليات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) بشكل شهري
تغوص في الإتجاهات الخاصة بالسكر. توقع تعليقات على الإنتاج المحلي، الطلب، توقعات الأسعار، و تدفقات التجارة. به قراءات أساسية للمتداولين المركزين على سوق الولايات المتحدة الأمريكية.
تقرير تقدم المحاصيل الصادر عن وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) بشكل أسبوعي
يشبه التقرير الطبي للمحاصيل. يكشف هذا التحديث الأسبوعي ظروف و نضج محاصيل قصب السكر و الشمندر السكري، و مهم خاصة خلال فترات الغرس و الحصاد.
تقارير المنظمة الدولية للسكر (ISO) الشهرية
كل من العرض، الطلب، و التجارة العالمية للسكر في مكان واحد.تعرض المنظمة الدولية للسكر معلومات مهمة عن كيفية تغيير الدول المنتجة و المستهلكة للتوازن في العرض و الطلب.
التقارير السنوية للمعهد الوطني للسكر (NSI)
تعرض تقارير المعهد الوطني للسكر، و التي تركز على الصناعة الهندية للسكر، بيانات و تنبؤات قيّمة من أحد أبرز الدول المنتجة و المستهلكة عالمياً. تعد مصدراً مهماً للمعلومات الكبرى حول إتجاهات الإنتاج و الإستهلاك في الهند.