اقرأ أكثر

تسيير المخاطر في الإستثمار: 7 مبادئ بارزة للمستثمرين على المدى الطويل

مواضيع ذات صلة:
وقت القراءة: 27 دقائق
رجل يلمس مؤشّراً إفتراضياً يؤشّر للخطر المنخفض أو مستوى الأداء على ميزان متدرج من المنخفض إلى الأعلى، كمبدأ للقياس، التقدير، أو التقييم

المخاطرة لا تدور فقط حول الخسائر – بل حول الغموض. في هذا الدليل، ستكشف الغطاء عن المبادئ الجوهرية لتسيير المخاطر التي يجب على كل مستثمر على المدى الطويل فهمها. من الإنحيازات السلوكية إلى المخاطر الطرفية و محاكاة مونتي كارلو، نقوم بتفصيل ما هو مهم عند مواجهة المجهول. طالع الآن و تعلّم كيف تقترب من الخطر كالمحترف) لأنّ حماية رأس المال هو الخطوة الأولى نحو بناء الثروة.

لا تكتفِ بكسب المال. دَعْهُ يعمل من أجلك

ادخل عالم الأسواق بثقة تامة عبر تطبيق استثماري حاز على التقدير، يتميز بالبساطة والواجهة البديهية.

إنشاء حساب حساب تجريبي


في الإستثمار، الخطر ليس مجرّد زائر عرضي – بل هو مقيم دائم. سواء كانت الأسواق تزدهر أو تغوص، فإن تسيير المخاطر هو المهارة التي تفرّق بين المضارب قصير الأمد و المستثمر على المدى الطويل. فهم المخاطر لا يدور حول التخلص منها، بل هو حول معرفة التعايش معه بحكمة.

في هذا الدليل، سنفصّل المعنى الحقيقي للمخاطرة، كيف يتّم قياسها (أو الإخطاء في قياسها)، و كيف يستطيع المستثمرون على المدى الطويل التعامل معها بإستعمال المبادئ المهيكلة. سنلمس أيضاً أفكاراً من مفكّري السوق مثل هاورد ماركس و نسيم طالب، الذين تتحدّى أفكارهم الآراء التقليدية لماهي المخاطرة – و ما ليست هي.

 

أبرز النقاط

  • المخاطرة هي الغموض في النتائج المستقبلية، و ليس فقط إحتمال الخسائر.
  • يمكن حساب بعض المخاطر، لكن أخرى يجب إحترامها.
  • تلعب المخاطرة دوراً مركزياً في كيفية تقييم الأسواق للأصول.
  • يجب على المستثمرين على المدى الطويل التفكير في الإحتماليات و ليس التوقعات.
  • المخاطرة نفسية أكثر منها رياضية.
  • تستطيع الأدوات مثل طريقة مونتي كارلو المساعدة في محاكاة الغموض.
  • ليست كل المخاطر ظاهرة في البيانات التاريخية – كن حذراً من "المجاهيل المجهولة".

 

ما هي المخاطرة؟

المخاطرة في الإستثمار تشير للغموض في النتائج، خاصة إحتمالية عدم أداء إستثماراتك كما هو متوقع. لا يتعلّق الأمر دائماً بخسارة الأموال – بل هو الأمر يدور حول عدم معرفة كم يمكن أن تربح أو تخسر.

بينما ينظر البعض للمخاطرة كإضطراب، يراها الآخرون – مثل طالب أكثر – كتعرض لخسارة نادرة و كارثية، خاصة عندما تكون غير واعٍ بها. يجعل هذا من المخاطرة رقما في جداول حساباتك و ظلاً في نقطتك العمياء في آن واحد.

هل يمكن حساب المخاطرة؟

نعم – لكن أحياناً فقط. النماذج التقليدية (مثل القيمة عند المخاطرة أو نسب شارب) تهدف لتعيين أرقام للمخاطرة. كثيراً ما يتم الجزم أنّ الأسواق تتصرف بأنماط متوقعة و واضحة. رغم ذلك، التاريخ المالي مليء بالإستثناءات – 1987، 2008، 2020 – أين فشلت تلك النماذج.

 

كيف يؤثّر الخطر على تقييمات الأصول؟

لوحة شطرنج فوقها قطع سوداء و بيضاء، مع علامة إستفهام حمراء في الوسط
 

 

يؤثّر الخطر على كيفية تسعير المستثمرين للأصول. كلما كانت أرباح الشركة أو تدفقاتها النقدية غامضة، كان العائد الذي يطالب به المستثمرون أعلى – مما يعني سعراً أقل اليوم.

تقوم على أساس هذه الفكرة كل طرق التقييم الرئيسية:

  • في التدفق النقدي المخفّض (DCF)، يرفع الخطر سعر التخفيض.
  • في نموذج تسعير رأس مال الأصول (CAPM)، يرفع العائد المتوقع.
  • في سيكولوجية السوق،يخفض الخوف طلب المستثمر – مما يدفع بالأسعار إلى أسفل.

بإختصار: خطر أكثر = عائداً مطلوباً أعلى = تقييماً حالياً منخفضاً.

مبادئ تسيير المخاطر (الـسبعة الجوهرية)

  1. إعرف ما لا تعرفه: تقبّل الغموض. يتقبل المستثمرون الرائعون حدود معرفتهم.
  2. التنويع ليس إختيارياً: نشر التعرض عبر أقسام، قطاعات، و جغرافيات الأصول يخفض الخطر العشوائي.
  3. إستخدم الإحتمالات، و ليس التوقعات: تجنّب التفكير الثنائي ("سيصعد" مقابل "سينزل"). فكّر في النتائج و الإمكانية.
  4. قم بتحجيم صفقاتك بحذر: تجنّب الرهان أكثر من اللازم على أي فكرة منفردة. تحجيم الصفقات يحمي الحافظات المالية من المفاجئات الشديدة.
  5. راقب رفعك المالي: يضاعف الرفع المالي من العائدات – و الخطر. حتّى الأفكار الجيدة تصبح خاطئة تحت الضغوط.
  6. إحترم الدورة: تتحرك الأسواق في دورات. لا تخطئ بين التوقيت الجيد و الحكم الجيد.
  7. إختبر محفظتك المالية تحت الضغط: جرّب السيناريوهات السيّئة. إستخدم محاكاة مونتي كارلو أو تخيّل كوارث واقعية.

مخطط معلومات يشرح مبادئ الإستثمار البارزة مثل التنويع، الخطر الذيلي، محاكاة مونتي كارلو، الفخاخ السلوكية، و أهمية الإحتمالات على التوقعات بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل

 

المخاطرة و المكافئة: ما هي؟

يتم إستخدام عبارة "المخاطرة و المكافئة" كثيراً في الدورات الإستثمارية، لكن معناها أعمق بكثير مما تتقترحه معظم العناوين. في جوهرها، تعكس العلاقة بين الخطر و المكافئة أحد أكثر المبادئ أساسيةً في الأسواق المالية: لتحقيق عائدات أعلى إحتمالية، يجب على المستثمر أن يكون مستعداً لتقبل غموض أعلى.

لكن – و هذا مهم – المخاطرة العالية لا تضمن العائدات العالية. كما يصيغها هاورد ماركس بشكل شهير:

"إذا أنتجت الإستثمارات المخاطرة عائدات أعلى بشكل موثوق، فهي ليست مخاطرة"

لنفسّر ما الذي يعنيه هذا حقيقةً.

فهم المقايضة

المخاطرة في الإستثمار هي إحتمالية أنّ العائد الحقيقي على إستثمار ما سيختلف عن العائد المتوقع – و يمكن أن ينتج عنه خسارة.

المكافئة هي العائد أو الربح المحتمل الذي من الممكن أن تتحصل عليه من القيام بتلك المخاطرة.

بينما تميل الأصول الآمنة من السندات الحكومية لتعرض عائدات متواضعة و مستقرة، تعرض الأصول الخطرة مثل الأسهم أو صناديق الأسواق الناشئة فرصة أرباح أكبر – لكن أيضاً خسائر أكبر.

هذه المقايضة ليست خطّية. أحياناً، يرتفع الخطر دون أي زيادة معنوية في المكافئة المحتملة – خاصة في الأسواق المكتظة أو التي تكثر فيها المضاربة. تحديد تلك اللحظات هو الجزء الذي يفرّق بين المستثمرين الماهرين و المقامرين الطامعين.

عدم التماثل و الصفقات الذكية

يبحث المستثمرون الأذكياء عن الفرص غير المتماثلة – السيناريوهات أين إحتمال الصعود يتغلّب بشكل كبير على إحتمال النزول. على سبيل المثال، سهم تمّ تقييمه بشكل منخفض عن قيمته الحقيقية بشكل عميق و لديه أساسيات قوية يمكن أن لا يكون "خالياً من الخطر"، لكنّه قد يعرض مواصفات مخاطرة على مكافئة جذّابة.

المهم ليس فقط العائد المتوقّع – لكن أيضاً:

  • التنوع في النتائج المحتملة
  • إحتمالية الربح مقابل الخسارة
  • شدّة سيناريو أسوأ حالة

لماذا السياق مهم؟

إثنان من الأصول لديهما صورة مخاطرة متشابهتان على الورق، يمكن أن يتصرّفا بطريقة مختلفة إعتماداً على الظروف الإقتصادية، شعور المستثمر، و حتى الصدمات الجيوسياسية. لهذا نجد أنّ السياق – الدورات الإقتثصادية، سيولة السوق، وجهة السياسة – يجب أن يتم أخذها يعبن الإعتبار عند تحليل الخطر و المكافئة.

العامل العاطفي

يفهم العديد من المستثمرين الخطر بشكل خاطئ لأنّهم يقومون بترجمته عاطفياً. يستطيع الخوف من الخسارة أن يكبح صنع القرار المنطقي، بينما تستطيع إثارة المكافئة أن تشجّع على الثقة المفرطة. فهم الخطر و المكافئة ليس فقط حول الحسابات – بل هو أيضاً حول العقلية.

المستثمرون الكبار ليسوا من يتجنّب الخطر، بل أولئك الذين يحسبونه بحكمة، يتقبلونه عندما يستحق العناء، و يعرفون كيفية تسييره حين يأتي.

الخلافات حول حساب المخاطر و النماذج

مستثمر قلق يقوم بتحليل الوثائق المالية بإستخدام آلة حاسبة و حاسوب محمول، يعكس خسائر الإستثمار أو تحديات تسيير مخاطر المحفظة المالية
 

تعتمد النماذج المالية على الفرضيات. يجزم العديد:

  • أنّ الأسواق فعّالة
  • أنّ الخطر موزّع عادةً
  • أنّ التاريخ يعيد نفسه

هذه الفرضيات كثيراً ما تكون ملائمة لكن مخطئة. إنتقد طالب النماذج التي تقلّل من شأن الأحداث النادرة عالية التأثير – التي يطلق عليها "البجعات السوداء".

الإضطراب التاريخي ليس خطراً مستقبلياً. و كثيراً ما يخفي الماضي الهادئ عواصف مستقبلية.

الخطر العاطفي: لماذا تعتبر سيكولوجية المستثمر الخطر المخفي؟ 

الخطر العاطفي لا يمكن إيجاده في جداول الحسابات – إنه موجود في المرآة. بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، أكبر تهديد لا يأتي غالباً من الأسواق، بل من الداخل. تستطيع التفاعلات العاطفية مثل هلع البيع خلال الإنخفاضات أو مطاردة النشوة خلال الإرتفاعات يستطيع أن يتسبّب بضرر دائم للمحفطة المالية.

  • تبرز السلوكيات المالية المطبات الشائعة: تجنب الخسارة، أين تشعر بألم الخسائر ضعفين عن الراحة عند الربح؛ عقلية القطيع، أين يتبع المستثمرون الحشود؛ و فرط الثقة، أين نفرط في تقدير قدرتنا على توقيت السوق. كل واحدة من هذه تستطيع أن تؤدي إلى قرارات غير مناسبة و حتّى كارثية.
  • أفضل إستراتيجية تسيير للمخاطر في الميدان؟ الوعي النفسي. بناء أنظمة، قواعد، و عادات طويلة الأمد يستطيع المساعدة في فصل التفاعلات العاطفية من السلوك الإستثماري العقلاني.

دور خطر السيولة في الإستثمار طويل الأمد

خطر السيولة هو خطر عدم القدرة على الخروج من إستثمار عند الحاجة – أو القيام بذلك فقط بخسارة عميقة. فهو يشبه إمتلاك منزل جميل في مدينة نائية: يمكن أن يكون لديه قيمة، لكن ذلك يأخذ وقتاً (و عزيمة من الشاري) لحدوث ذلك.

  • في الأسواق المالية، السيولة مهمة خلال معظم فترات الضغط. يمكن أن يكون السهم سهل التداول في الظروف العادية، لكن خلال هلع السوق، حتى الأسماء عالية رأس المال يمكن أن تصبح صعبة البيع دون خسارة.
  • المستثمرون على المدى الطويل، خاصة الذين يضعون التعيينات في العقارات، الشركات صغيرة رأس المال، السندات، أو الملكيات الخاصة، يجب أن يقيّموا مدى سهولة تحويل أصولهم لنقود دون التأثير على السعر. تذكّر: السيولة تشبه الأكسجين – تلاحظها فقط عندما تذهب.

ميزانية المخاطر: كيف يقوم المهنيون بتوزيع الخطر (ليس فقط رأس المال)

لا يقوم المستثمرون المهنيون بتوزيع الدولارات فقط – يقومون بتوزيع الخطر أيضاً. هذه الفكرة تسمّى ميزانية المخاطر، و هي أساس بناء المحفظة المالية العصرية. صفقة بـ 5% من الميزانية في سهم مضطرب تحمل خطراً أكبر من صفقة بـ 10% في سندات مستقرة. فهم هذا الفرق مهم جداً.

  • تتضمن ميزانية المخاطر تقدير مدى الإضطراب (أو الغموض) الذي تساهم به كل صفقة في المحفظة المالية بشكل عام. تستعمل الأدوات مثل القيمة عند الخطر (VaR)، نسب شارب، و بيتا بشكل شائع في هذه العملية.
  • تستعمل المؤسسات نماذج موزونة بالمخاطر لنشر التعرض عبر أقسام، جغرافيات، و أشكال الأقسام. بالنسبة للأفراد، يترجم هذا إلى موازنة أسهم النمو عالية الإضطراب مع أصول مداخيل مستقرة أكثر – ليس بالإعتماد على إمكانية العائد فقط، بل بمدى الخطر الذي تضيفه كل واحدة منها.

لماذا التنويع ليس سهلاً في تسيير المخاطر

إمرأة واثقة تحمل مطّارية و هاتفاً ذكياً، تحيط بها أيقونات مالية تمثّل العقارات، الأسواق العالمية، أسعار الوقود، المدخرات، و الإستثمارات – مبدأ تنوع الحماية المالية
 

 

ربّما سمعت بالعبارة التي تقول أنّ "التنويع هو الإفطار المجّاني الوحيد في الإستثمار". بينما هذا صحيح نظرياً، ليس كل التنويع مصنوعا بشكل متساوٍ. إمتلاك 20 سهما تكنولوجياً ليس تنويعاً إذا كانت كلها تتحرّك مع بعض عندما ينخفض السوق.

  • التنويع الحقيقي يعني نشر المخاطر عبر الأصول غير المرتبطة – الأسهم، السندات، العقارات، السلع، و الجغرافيات. لكن حتى حين ذلك، ينكسر التنويع خلال الأزمات. يرتفع الإرتباط عند إستيلاء الخوف على زمام الأمور، كما شهدنا في 2008 و مارس 2020.
  • يساعد التنويع في تنعيم العائدات و خفض درجة الإنسحاب، لكنّه ليس حماية دائمة. يجب أن يكون مجتمعاً مع أشكال أخرى من التحكم في المخاطر، مثل تحجيم الصفقات، التحوّط، و تخطيط السيناريوهات.

تخطيط السيناريوهات: التحضير لما لا تتوقعه

الأسواق ليست آلات – فهي أنظمة بيئية من الإحتمالات، المشاعر، و الأحداث. تخطيط السيناريوهات هو إستراتيجية تقوم بتحضير المستثمرين لإحتمالات مختلفة من المستقبل، بدلاً من المراهنة على نتيجة واحدة فقط.

  • بدل التنبؤ بدقة بماذا سيحدث، يخطّط المستثمر بعض الظروف الإقتصادية المحتملة: إرتفاع حاد في التضخم، إنكماش، إزدهار في التكنولوجيا، أزمة جيوسياسية، أو جمود في التضخم. لكل واحدة، يقوم بتوقع كيفية إستجابة محفظته المالية.
  • تطابق هذه الطريقة كيفية تفكير الإستراتيجية العسكرية، عندما تكون المرونة أكثر أهمية من الدقة. تتوافق أيضاً مع حكمة هاورد ماركس، الذي يحثّ المستثمرين على تجنب التوقعات و التحضير لمجال من الوقائع بدلاً عن ذلك.

المخاطر و العائدات: لماذا هذه العلاقة ليست خطّية؟

" الأمر بسيط: إذا أنتجت الإستثمارات المخاطرة بشكل موثوق عائدات عالية، فهي ليست مخاطرة." – هاورد ماركس.

هذه العبارة المخادعة التي تبدو بسيطة تكشف عن حقيقة عميقة حول الأسواق المالية – حقيقة يجب على كل مستثمر على المدى الطويل فهمها بعمق. لنفسّر ما الذي تعنيه حقيقةً و لماذا العلاقة بين المخاطرة و العائد ليست واضحة و مباشرة كما تقترح معظم الكتابات.

المعادلة المفهومة بشكل خاطئ: مخاطرة أكثر = مكافئة أكبر؟

في التعليم الإستثماري القاعدي، كثيراً ما يقال لنا أنّ المخاطرة العالية تساوي عائدا متوقعاً أعلى. و بالمعنى الواسع طويل الأمد، هذا صحيح بشكل موجّه. أقسام الأصول الأكثر مخاطرة – مثل الأسهم على حساب السندات، أو الأسواق الناشئة على حساب الأسواق المتطورة – أنتجت تاريخياً عائدات أعلى عبر الزمن. لكن هاورد ماركس، المستثمر الأسطوري و المؤسّس الشريك لأوك تريي كابيتال، يذكّرنا أنّ هذه العلاقة ليست مضمونة.

لماذا؟

لأنه إذا علِم الجميع أنّ المخاطرة الأعلى تؤدي دائما إلى عائدات أعلى، عندها سيندفع المستثمرون على هذه الفرص. ترتفع الأسعار، تنخفض العائدات، و تختفي الفائدة من القيام بتلك المخاطرة.

في الصميم: إذا كانت أكيدة، فهي إذا ليست مخاطرة في المقام الأول.

التعرف الحقيقي للمخاطرة: الغموض، و ليس الخسارة

يخطأ العديد من الناس بين المخاطرة و الخسارة المؤّكدة. لكن في الإستثمار، المخاطرة هي الغموض في النتائج – خاصة السلبية منها.

على سبيل المثال:

  • شراء سندات عالية العائد يعرض فرصة إمكانية عائدات أكبر.. لكن تلك العائدات تأتي مع مخاطرة تلقائية.
  • الإستثمار في شركة ناشئة للتكنولوجيا الحيوية قد يعود بأرباح 500% .. أو يمحي كل رأس مالك.
  • تعيين رأس المال في الأسواق الأمامية قد يعرض النمو.. لكن التقلبات السياسية قد تحيد عن ذلك الوعد.

هذه ليست مدفوعات مضمونة. فهي رهانات غامضة، أين يكون المستقبل فيها مجهولاً. هذا ما يجعلها مخاطرة.

مثال تطبيقي: سهمان، نفس العائد؟

تخيل سهمان كان لهما عائد 15% في السنة الماضية:

  • كان لدى أحدهما نمو ناعم و ثابت و تدفق نقدي مستقر.
  • الآخر تأرجح بشكل جامح – إرتفع 50%، إنخفض 30%، ثمّ إرتفع ثانية – بسبب المضاربة.

بينما كانت العائدات نفسها، لكن الطريق لتلك العائدات كان مختلفاً تماماً. أحدهما حمل مخاطرة، ضغطاً، و غموضاً أكثر بكثير.

الآن، إسأل نفسك: أيهما سيكون أداؤه أحسن السنة القادمة؟

لا أحد يعلم. لهذا نجد أن المخاطرة عنصر مركزي في نماذج التقييم – و لماذا ليست ببساطة "مخاطرة أكثر = مالاً أكثر."

لماذا تختلف علاوات المخاطرة عبر الزمن؟

في الأسواق الهادئة، عندما يكون التفاؤل عالياً، يقوم المستثمرون بتسعير منخفض للمخاطر. يقومون بشراء أصول مخاطرة بأسعار مضخّمة، معتقدين أن الأمور لن تسوء. يؤدي هذا إلى علاوات مخاطر مضغوطة – و عائدات مستقبلية منخفضة.

في المقابل، خلال التقلبات، يهيمن الخوف. يطالب المستثمرون بتعويضات أعلى لأخذهم المخاطرة – فتتوسع علاوات المخاطرة، و قد ترتفع العائدات طويلة الأمد.

هذه السلوك الحلقي جوهري في فلسفة هاورد ماركس. كما يذكر كثيراً: "لا تستطيع التنبؤ، لكن يمكنك التحضير."

.. و ذلك يعني معرفة متى تكون المخاطرة خاطئة النسعير من الحشود.

لماذا هذا مهم للمستثمرين على المدى الطويل؟

إليك الحقيقة: لا يدفع لك لمجرّد أخذ المخاطرة فقط – يدفع لك لأنك أخذت المخاطرة بحكمة.

مطاردة الإستثمارات عالية المخاطرة بشكل أعمى مع توقع عائدات عالية هو لعبة خطرة. هذا مضاربة، و ليس إستثماراً.

يجب على المستثمرين على المدى الطويل السؤال:

  • هل العائد المحتمل جدير بالمخاطرة التي أخوضها؟
  • هل المخاطرة مسعّرة بشكل عادل من السوق؟
  • هل يتم تعويضي على الغموض – أم فقط على الإثارة؟

إستنتاج: المخاطرة ليست وعداً، هي إحتمال

تذكّرنا مقولة هاورد ماركس أنّ الأسواق معقّدة، حلقية، و سيكولوجية. فهي لا تكافئ التهور – تكافئ أخذ المخاطرة بالتفكير و الإنضباط.

في الإستثمار، لا شيء آلي. مخاطرة أكثر تؤدي إلى عائد أكثر – لكن فقط إذا كانت المتغيرات لصالحك. و معرفة ذلك؟ هناك تقبع المهارة الحقيقية.

 

وهم الأنماط: لماذا لا تغيّر النتائج الماضية من الإحتمالات المستقبلية

أحد أكثر المفاهيم الخاطئة خطورة بشكل هادئ في الإستثمار تنبع من فكرة بسيطة مخادعة: "لأن شيئا لم يحدث بعد، يجب أن أكثر إحتمالا للوقوع لاحقاً." هذا المنطق المغلوط هو الأساس الإدراكي لما يسميه الإقتصاديون السلوكيون و المفكرون بإسم وهم مونتي كارلو. هذا الوجه ليس واضحاً جداً، خاصة خلال الفترات المطوّلة للإضطراب، الإنخفاضات، أو إرتفاعات أسعار السوق غير المتوقعة.

يظهر الوهم عندما يبدأ المستثمرون بالإيمان بأنّ إحتمالية حدث ما – فرضاً، الإرتداد في سهم نازل – ترتفع فقط لأنها لم تحدث بعد. يخالف هذا الإيمان قاعد أساسية في نظرية الإحتمال: في الأحداث المستقلة، ليس لدى الماضي أي تأثير على المستقبل. السوق غير "مدين" لك بالربح، بغض النظر عن طول مدة خسارتك. إحتمالية النتائج المستقبلية لا تعتمد على النتائج الماضية. 

كما يعلم المتداولون المخضرمون، هذا الوهم ليس حصرياً لدى مستثمري التجزئة.حتى أصحاب الخبرة من مسيري المحافظ المالية أو محللي صناديق التحوّط يمكن أن يسقطوا في فخ "توقع" العودة للمتوسط بدون وعي، حتّى عندما تسيطر الإستقلالية الإحصائية على السياق. تبقى إستراتيجيات إتباع الإتجاه مستعملة بشكل واسع ضمن صناديق التحوط في وول ستريت، بالرغم من قابلية إخطاء قراءة العشوائية كزخم. هذا شائع بشكل خاص في التداول قصير الأمد، المضاربة على الخيارات، و إستراتيجيات العودة للمتوسط عندما تصبح الضغوط العاطفية عالية جداً.

تحذير طالب: العشوائية ليست عدواً لك – بل التفسير الخاطئ

نسيم نيكولاس طالب، المتداول الفيلسوف المعروف، تطرق إلى هذا الإنحياز الإدراكي في أعماله، خاصة في كتابه مخدوع بالعشوائية. حذّر طالب أنّ البشر مخلوقات تبحث عن النمطية في عالم لا يعتمد على الأنماط بشكل عام. على حسابه، "نحن نعمى على الإحتمالات و ليس على المخاطرة" – ما يعني أننا كثيراً ما نخطأ في الحكم على تسلسل العشوائيات كإتجاهات لديها معنى. نجد النظام أين لا يوجد سوى الضجيج. و الأسواق، مثل الطبيعة، فهي كثيراً ما تكون أكثر عشوائية مما تظهر.

من الناحية السيكولوجية، التأثير عميق. المستثمرون الذين يسقطون في هذا الفخ قد يضاعفون جهودهم و يتمسكون بالصفقات الخاسرة، مقتنعين أنه حان وقت الربح. أو أسوأ من ذلك، قد يتخلّون عن صفقات جيدة البناء بشكل مبكر، ببساطة لأن العشوائية قصيرة الأمد لم تتحوّل لصالحهم بعد. يصنع هذا حلقة تفاعلية لصناعة القرارات اللاعقلانية، مزعزعة حتّى أكثر الإستراتيجيات متانة.

تقبّل الغموض: حد التفكير بإحتمالية

بالمعنى الإحتمالي، كل قرار إستثماري هو أمر جديد – معتمد على الأساسيات و النماذج، لكن لا تمليه أبداً النتائج الماضية لوحدها. فهم هذا ليس ضرورة رياضية فقط، بل حداً سيكولوجياً. يتقبّل المستثمرون الكبار الغموض ليس كخلل في النظام، بل كجزء من النظام في حد ذاته.

الإستنتاج؟ ليس لدى السوق أي ذاكرة. سواء كان اليو العاشر على التوالي من الإنخفاض أو سهم لم يحقّق أرباحاً لخمسة أرباع، إحتمال ما الذي سيحدث تالياً لا تحكّمه الترددات الماضية، بل الظروف الحالية و المعلومات الجديدة. و حتّى ندمج هذه الحقيقة، ستبقى إنحيازاتنا – و ليس محافظنا المالية – قيد التحكم.

وضعيات السوق الشائعة التي يظهر فيها

  1. شراء الإنخفاض بشكل جد مبكر
  • الإعتقاد بأن السهم "يجب أن يرتد" بعد سقوط حاد.
  • تجاهل الأساسيات العامة أو الظروف الإقتصادية الكلية.
  1. مضاعفة الجهود على صفقة خاسرة
  • الإيمان بأنّ التعافي "لا مناص منه" فقط لأنّ الخسائر تراكمت.
  • يمكن أن يؤدي هذا التوسيط إلى تداولات سيئة، مما يضاعف الخسائر.
  1. توقيت الإنعكاسات في موجة الإرتفاعات القوية
  • البيع على المكشوف لسهم فقط لأنه "إرتفع أكثر من اللازم".
  • تجاهل إحتمال الأساسيات القوية أو الزخم الشديد.
  1. جنون العملات الرقمية و الميم
  • شراء المستثمرين أو البيع على المكشوف بالإعتماد على فكرة أنّ تأرجحات السعر الماضية يجب أن تنعكس.
  • يصنع هذا الإضطراب الذي تشعله المشاعر بدلا عن التحليل العقلاني.

لماذا هو جد خطير

يقوم وهم المقامر بتشويه إدراك الإحتمالية. يؤدي بالمستثمرين للإيمان أن السوق "مدين لهم" بإنعكاس. لكن الأسواق معقّدة، لا خطّية، و كثيراً لا عقلانية – و "القانون" الوحيدالذي تتبعه هو الغموض.

تستطيع هذه العقلية أن تتسبب في:

  • توقيت سيء
  • فرط الرفع المالي
  • تراكم الخسائر من القرارات السيئة
  • الإستثمار العاطفي الذي يقوده الإحباط، و ليس المنطق.

تجنب الفخ: ما الذي يفعله المستثمرون الأذكياء؟

  1. فهم إستطاعة الإتجاهات في الإستمرار

فقط لأن السهم مفرط الشراء أو البيع، ذلك لا يعني أنّ الإنعكاس قريب.

  1. ركّز على الأساسيات، ليس على الأنماط لوحدها

دع الأرباح، التقييمات، و السياق الكلي يرشد قراراتك – وليس الحظوظ المتتالية.

  1. إستعمل المتحكمات في المخاطر

لا تعتقد أبداً أن أي شيء "مضمون" أو "حان موعده". تحجيم الصفقات، وقف الخسائر، و تحليل السيناريوهات أكثر أهمية.

  1. كن واعياً بإنحياز الحداثة

فقط لأن شيئا حدث بتكرار لا يعني أنّه يجب أن ينعكس.

إستنتاج: الإستثمار ليس لعبة من الإحتمالات لوحدها

قال مرة هاورد ماركس أنّ الإستثمار لا يدور حول الأمور المؤكدة، بل حول الإحتماليات و الوعي بالمخاطر. يقوم وهم المقامر بتشويه كليهما.

  • تجنّب وهم "النتائج التي حان موعدها".
  • إبق ثابتاً مع الواقع، لا العشوائية.
  • لأنه في الأسواق – كما مع مونتي كارلو – الفهم الخاطئ للفرصة قد يكلفك غالياً جداً.

 

حساب المخاطر مقابل طرق مونتي كارلو

نظرة مقرّبة ليد ترمي بثلاثة نرود في الهواء، ترمز للمخاطرة، و الغموض في إتخاد القرارات أو الإستثمار
 

تعرض محاكاة مونتي كارلو طريقة لصنع نموذج للغموض عبر تشغيل آلاف من السيناريوهات العشوائية المعتمدة على الإعتقادات. بدلاً من التنبؤ بمستقبل واحد، تقوم بمحاكاة إحتمالات متعددة، و تعطيك خريطة للأرجحية. طورها في الأصل الفيزيائي ستانيسلاو أولام، حيث إكتسبت هذه الطريقة شعبية خلال مشروع مانهاتن و أصبحت منذ ذلك الحين أداةً بارزة في تسيير المخاطر.

 

دور صناديق التحوط للمخاطرة الذيلية

مستثمر جالس إلى جانب بحيرة يقوم بتحليل بيانات السوق على هاتفه المحمول، إلى جانب بجعة سوداء في الماء و مخطط أسهم أحمر يرمز للأحداث المالية غير المتوقعة و مخاطر البجعة السوداء
 

 

في الزوايا المظلمة لوول ستريت، أين يهمس الخوف و يصرخ الإضطراب، يحضر عدد كبير من الصناديق بهدوء للسيناريوهات السيئة. تعرف هذه بصناديق التحوط للمخاطر الذيلية – و تزدهر نماذج أعمالهم خلال الأوقات التي يهلع فيها معظم الآخرين. أحد أكثر اللاعبين المعروفين في هذا المجال هي إستثمارات يونيفارسا (Universa)، و هو صندوق مرتبط بشكل معروف مع نسيم نيكولاس طالب، كاتب البجعة السوداء.

ما هي صناديق التحوّط ضد مخاطر الذيل؟

لم تصمم صناديق التحوط ضد مخاطر الذيل للأداء الجيد في الأوقات المتوسطة أو الجيدة، و لكن للتربح خلال اختلالات السوق الشديدة – الأحداث النادرة التي تسقط بعيداً على أذيال منحناي التوزيع العادية. تخسر هذه الصناديق غالباً مبالغ صغيرة من الأموال بإستمرار خلال الفترات الهادئة، لكنّها تولّد أرباحاً هائلة عندما تغوص الأسواق نظراً للأزمات المنهجية، حالات البيع المدفوع بالخوف، أو موجات الإضطراب المفاجئة.

تستعمل بشكل أساسي عقود خيارات خارج نطاق سعر التنفيذ بشكل كبير، مشتقات مرتبطة مع مؤشّر الخوف VIX، و أدوات أخرى ترتفع في القيمة بشكل مضاعف خلال ارتفاع موجات الإضطراب. تعمل هذه الصناديق كضمانات من إحتراق السوق – على أمل أن لا تحتاجها أبداً، لكن عندما تضرب الكارثة، تستطيع حماية محفظتك المالية.

يونيفارسا الإستثمارية و فن الأزمة ألفا

شركة يونيفارسا الإستثمارية، التي أسسها مارك سبيتزنايجل مع إستشارة طالب، هي أحد أكثر الأمثلة رمزية لصناديق التحوط ضد مخاطر الذيل. تم تصميم يونيفارسا للتربح من أحداث السوق النادرة و الكارثية – مثل الإنهيار التابع لجائحة كوفيد 19 في مارس 2020. أوفدت التقارير أن ذلك الحدث الفردي ولّد عائدات فاقت 4000% لعملاء يونيفارسا خلال أسوأ الإنخفاضات.

إكتسبت المؤسسة شعبية عند المستثمرين من المؤسسات، الأوقاف، و المكاتب العائلية التي أرادت حماية غير متماثلة دون الحاجة لمحاولة توقيت السوق بإستمرار.

يفهم هؤلاء المستثمرون أنّ إرتفاعات موجات تجنب المخاطرة – مثلاً خلال الصدمات الجيوسياسية، الأزمات المالية، أو تحولات السياسة النقدية المفاجئة – تؤدي غالباً لإرتفاعات في مؤشّر الخوف، إرتفاع الإرتباطات، و إنخفاضات حادة في القيمة. تستطيع الصناديق مثل يونيفارسا التربح من هذه الأوقات، حيث تعرض وزنا مضاداً ضرورياً في محافظ مالية ممتلئة بتعرض طويل الأمد من نوع بيتا.

البجعات السوداء و حدود نماذج المخاطرة

في قلب فلسفة مخاطر الذيل تقبع فكرة البجعة السوداء – حدث يكون منعدم الإحتمال بشكل عالٍ، لديه تأثير معتبر، و يتم شرحه فقط بعد فوات الأوان. يتحدى المبدأ الذي إبتكره طالب نماذج المخاطرة التقليدية، و التي تعتمد غالباً على توزيعات غوس و الإضطراب التاريخي كمقدمات للأخطار المستقبلية.

لكن أسواق العالم الحقيقي لا تتبع منحنيات مرتّبة.

وهم التنبؤ

تجزم العديد من نماذج المخاطر التقليدية أن العالم الذي فيه إنحرافات شديدة مستحيل إفتراضياً. مع ذلك، يخبرنا التاريخ قصة مختلفة. من الأزمة المالية 2008 إلى فقاعة الدوت كوم، و حتّى الإنهيار المفاجئ للمؤسسات مثل مؤسسة تسيير رؤوس الأموال للمدى الطويل (LTCM)، أثبتت الأسواق مرات عديدة أنّ الأحداث منعدمة الإحتمال أكثر شيوعاً مما تقترحه النماذج.

شركة LTCM، أدارها فريق يتضمن إقتصاديين فائزين بجوائز نوبل، إنهارت بشكل شهير في 1998 نظراً لسلسة تفاعل من الرهانات المرفوعة مالياً – نتيجة "لم تكن في الحسبان" إحصائياً أكثر من مرة في ملايين السنين. لكن رغم ذلك، وقعت.

تبرز هذه الدروس الخلل الحرج في فرط الإعتماد على النماذج الحسابية: الخطر غير قابل للحساب دائماً. أحياناً، نجده قابعاً خلف نطاق البيانات، يساهم في تشكيله السلوك البشري، حلقات ردود الفعل، و المجاهيل المجهولة.

لماذا هي مهمة للمستثمرين على المدى الطويل؟

حتّى بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل الذين يركزون على الأساسيات و دورات الأعمال، نجد أنّ فهم مخاطر الذيل مهم جداً. فالأمر ليس حول الأزمة التالية – بل حول معرفة أن المخاطر ليست خطّية دائماً، و ليست مرئية دائماً. تقوم المؤسسات المالية بشكل مرتفع بتعيين أجزاء صغيرة من محافظها المالية لإستراتيجيات التحوط الذيلي لخفض حدة الإنخفاضات و تحسين المتانة خلال الصدمات النظامية.

سواء من خلال عقود خيارات التحوط، التعرض لمنتجات الإضطراب، أو الصناديق مثل يونيفارسا، تبقى الرسالة الجوهرية: لا يمكن التحكم بالمخاطر دائما – لكن يمكن التعرف عليها و التحضير لها.

حقائق مثيرة للإهتمام

  1. ستانيسلاو أولام، رياضي أمريكي بولندي، طوّر طريقة مونتي كارلو بينما كان يتعافى من المرض – ألهمته أوراق اللعب.
  2. جادل نسيم طالب أنّ الثقة المفرطة في النماذج تعمي المستثمرين عن مخاطر العالم الحقيقي – يسمي هذا بـ "وهم الوعي".
  3. ملحوظات هاورد ماركس عن المخاطر أصبحت أسطورية في وول ستريت – غالباً ما يقتبسها مسيروا الصناديق عالمياً.
  4. أظهرت أزمة 2008 إختلالات في نماذج القيمة عند الخطر (VaR)، عندما تبخرت محافظ "آمنة بنسبة 99%" في أيام.
  5. قال وارن بافت، "تأتي المخاطر من عدم معرفة ما الذي تفعله". تخفض المعرفة من المخاطر المدركة.
  6. كانت أزمة كوفيد 19 و إنهيار الدوت كوم قليلة التقدير من طرف نماذج الخطر التقليدية.

نبذة تاريخية و أبرز المحطات

  • 1952: قدّم هاري ماركويتز نظرية المحفظة العصرية – رابطاً المخاطر مع التنويع.
  • 1973: أحدث نموذج بلاك سكولز ثورة في تسعير الخيارات أو التحوط من المخاطر.
  • 1987: أحدث الإثنين الأسود صدمة في وسط المحللين و أظهر محدودية البيانات التاريخية.
  • 2008: أطاحت الأزمة المالية بمصداقية الإعتماد على نماذج VaR.
  • 2010: أعاد مبدأ طالب " البجعة السوداء" تشكيل كيفية تفكير الناس حول مخاطر الذيل.
  • 2020: أثبت كوفيد 19 مرّة أخرى أن غير المتوقع ممكن دائماً.

الأسئلة الشائعة FAQ 

افتح حساب حقيقي اليوم أو جرب قدراتك على الحساب التجريبي

إنشاء حساب حساب تجريبي

الأسئلة الشائعة

تشير مخاطر الإستثمار لإمكانية خسارة الأموال أو ربح أقل من المتوقع على إستثمار ما. بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، يعد تسيير المخاطر ضرورياً لأن الأسواق تمر بحلقات – تتضمن الكساد، الإنهيارات و فترات من الإضطراب العالي. يساعد فهم المخاطر المستثمرين على تجنب إتخاذ القرارات العاطفية و الحفاظ على رأس المال عند تحوّل الأسواق.

ليس بالضرورة. المخاطر جزء طبيعي من تحقيق العائدات – يوجد حتّى مقولة: لا مخاطرة، لا مكافئة. المفتاح في التفرقة بين الخطر المحسوب (الذي يأتي بإمكانية الإرتفاع) و الخطر غير الضروري أو غير القابل للتسيير (الذي يستطيع أن يؤدي إلى خسارة نهائية لرأس المال). يبحث المستثمرون الأذكياء عن فرص غير متماثلة، أين تتغلب الأرباح الممكنة على الخسائر المحتملة.

  • مخاطر السوق – خطر التحركات الواسعة للسوق (مثلاً، إنهيارات الأسهم).
  • مخاطر أسعار الفائدة – تغيرات نسب الفائدة التي تستطيع التأثير على السندات أو تقييمات الأسهم.
  • مخاطر الإئتمان – خطر تخلف المقترض عن السداد (هام في إستثمارات الدخل الثابت).
  • مخاطر السيولة – عدم القدرة على بيع الأصول دون خسارة معتبرة.
  • مخاطر التضخم – خطر إهتلاك القدرة الشرائية بسبب إرتفاع الأسعار.
  • مخاطر العملة – مهم للمستثمرين العالميين المعرضين لتأرجحات أسعار الصرف.

تستطيع كل واحد من هذه التأثير على أداء المحفظة المالية – و يجب أن يتم تسييرها بشكل مختلف.


 

فقط لدرجة معينة. النماذج المالية مثل القيمة عند الخطر (VaR)، نسبة شارب، أو بيتا تستطيع تقديم إحصائيات تقريبية، لكن أسواق العالم الحقيقي أكثر تعقيداً بكثير. كما يؤكّد نسيم طالب في نظريته "البجعة السوداء"، أنّ الأحداث الشديدة تحصل بشكل أكثر مما تتوقعه النماذج. لهذا نجد من المهم مزج الرياضيات مع التحكيم، الخبرة، و التفكير المعتمد على السيناريوهات.

يقيس الإضطراب مدى تحركات سعر الأصول إلى أعلى أو أسفل عبر الزمن. لكن، ليس كل الإضطراب سيء – يمكنه أن يصنع الفرص. المخاطرة، على الجهة الأخرى، تدور حول إمكانية الخسارة الدائمة لرأس المال. قد يكون السهم مضطرباً لكن أساساته متينة. فهم هذا الإختلاف جوهري لنجاح الإستثمار طويل الأمد.

يشدّد هاورد ماركس على أنّ "خطر ليس ما يحدث الآن – بل ما يمكن أن يحدث في المستقبل". فهو يركز على التحضير للمجهول، و ليس فقط تحليل ما هو مرئي. يؤيد ماركس أيضاً على التفكير من المستوى الثاني – الذهاب ما وراء الإجماع على تقييم ما يتغاضى الآخرون عنه، خاصة فيما يتعلّق بالحماية من الإنخفاضات.

تشير مخاطر الذيل إلى فرصة وقوع حدث نادر لكنه شديد – مثل إنهيار مالي – الذي يقبع بعيداً جداً في منحنى الإحتمالية. تتخصص صناديق التحوط ضد مخاطر الذيل (مثل يونيفارسا الإستثمارية) في الحماية ضد هذه الأحداث. فهي تستعمل الخيارات، منتجات الإضطراب، و أدوات التحوط الأخرى للتربح عندما يرتفع الخوف. بينما يمكن أن يكون أداؤها تحت المستوى خلال الفترات المستقرة، نجد أنها تستطيع تحقيق أرباح هائلة خلال الفوضى.

البجعة السوداء هو حدث غير متوقعة بنسبة عالية و لديه تأثير هائل، و كثيراً ما يتم إستيعابه بعد فوات الأوان. تتضمن الأمثلة الأزمة المالية العالمية 2008 أو الإنهيار التابع لجائحة كوفيد 19. تكشف هذه الأحداث محدودية نماذج المخاطر التقليدية و تبرز الحاجة للتفكير غير الخطّي و منظومات المخاطر العملاقة.

ليس بشكل تام. بينما يستطيع المستثمرون على المدى الطويل ركوب موجة الإضطراب قصير الأمد، يمكن لتجاهل المخاطر بشكل تام أن يكون خطيراً – خاصة عندما يتعلق الأمر بفرط التركيز، الرفع المالي، أو فقاعات التقييم. الوعي بالمخاطر ليس حول الخوف – بل حول المتانة.

يبقى التنويع أحد أكثر الأدوات فعالية في خفض الخطر غير النظامي – و الذي هو الخطر الخاص بسهم، قطاع، أو بلد منفرد. نشر رأس المال عبر مختلف أقسام، قطاعات، و جغرافيات الأصول يساعد على حماية المحفظة المالية  من الخسائر عندما يكون أداء مجال واحد تحت المستوى. مع ذلك، لا يحمي التوزيع ضد المخاطر النظامية، مثل أزمة عالمية.

تستعمل طرق مونتي كارلو الإحتمالية و المحاكاة لتقييم مجال من النتائج الممكنة- غالباً الآلاف من سيناريوهات المحافظ المالية الإفتراضية. بينما هي مفيدة في إفتراضات إختبار الضغوط، إلا أنها تعتمد على البيانات التاريخية و الإفتراضات حول العشوائية، التي يمكن أن لا تغطي التحولات الشديدة أو الهيكلية. مع ذلك، يستعملها العديد من المهنيين كنقاط إنطلاق لفهم حساسية المحفظة المالية.

لأن النماذج تجزم أنّ المستقبل سيتصرّف مثل الماضي – و أنّ النتائج الشديدة غير محتملة إحصائياَ. في الواقع، الأسواق هي أنظمة تكيّف معقّدة، تخضع لحلقات ردود الفعل، الهلع، السياسة، و اللاعقلانية. إنهارت مؤسسة تسيير رؤوس الأموال على المدى الطويل LTCM في 1998 نظراً لفرط الثقة في النماذج الرياضية، الرفع المالي، و الفشل في حساب فوضى العالم الحقيقي.

إبدأ بالسؤال:

  • ما هي قابليتي الحقيقية للمخاطرة (ليس على الورق فقط، لكن عاطفياً أيضاً)؟
  • هل قمت بالتنويع عبر الأصول غير المرتبطة؟
  • ما مدى تعرضي للمخاطر الكلية مثل التضخم، أسعار الفائدة، أو الكساد.
  • هل أفهم كيفية تصرف إستثماراتي في سيناريوهات الأزمات؟

لا تحتاج للتنبؤ بالمستقبل – فقط تحضّر لمجال من النتائج.


 

انضم إلى أكثر من 2.000.000 عملاء مجموعة XTB من جميع أنحاء العالم

الأدوات المالية التي نقدمها، خاصة عقود الفروقات (CFDs)، قد تكون ذات مخاطر عالية. الأسهم الجزئية (FS) هي حق ائتماني مكتسب من XTB ​​في الأجزاء الكسرية من الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة. الأسهم الجزئية ليست أداة مالية منفصلة. هناك حقوق شركات محدودة للأسهم الجزئية.
الخسائر يمكن أن تتجاوز الايداعات