اقرأ أكثر
وقت القراءة: 20 دقائق

سيكولوجية التداول: كيف تحلّل الإنحيازات الإدراكية؟

هل كنت تعلم أن عواطفك وانحيازاتك المعرفية قد تكون تؤثر على قراراتك في التداول؟ إن فهم النفسية الكامنة وراء اختياراتك لا يقل أهمية عن إتقان التحليل الفني أو الأساسي. يستعرض هذا الدليل الفخاخ الذهنية الشائعة التي يواجهها المتداولون ويقدّم نصائح عملية للتغلب عليها. اقرأ المقال لتكتشف إمكانياتك النفسية.

هل كنت تعلم أن عواطفك وانحيازاتك المعرفية قد تكون تؤثر على قراراتك في التداول؟ إن فهم النفسية الكامنة وراء اختياراتك لا يقل أهمية عن إتقان التحليل الفني أو الأساسي. يستعرض هذا الدليل الفخاخ الذهنية الشائعة التي يواجهها المتداولون ويقدّم نصائح عملية للتغلب عليها. اقرأ المقال لتكتشف إمكانياتك النفسية.

لا تكتفِ بكسب المال. دَعْهُ يعمل من أجلك

ادخل عالم الأسواق بثقة تامة عبر تطبيق استثماري حاز على التقدير، يتميز بالبساطة والواجهة البديهية.

إنشاء حساب حساب تجريبي 

أهم النقاط 

الإنحيازات الإدراكية تؤثّر على قرارات التداول: الإنحيازات مثل الثقة المفرطة، تجنب الخسارة، و إنحياز التأكيد تستطيع أن تؤدي إلى تداولات تسود عليها المشاعر أو التهور.

الخطوة الأولى هي الوعي: معرفة إختصاراتك العقلية و محفّزاتك العاطفية أساسي في تحسين إتخاذ القرارات في الأسواق.

التداول لا يدور فقط حول الأرقام و الجداول، بل أيضاً حول العقلية التي تأتي بها إلى السوق. كثيراً ما تتأثر قراراتك بالإنحيازات الإدراكية، تلك الإختصارات العقلية الخفية التي تستطيع أن تؤدي إلى تصرفات متهورة، الثقة المفرطة، أو خيارت معتمدة على الخوف. قد يكون التحكم بالمشاعر و الوعي بالإنحيازات الإدراكية الخطوة الأولى في تسيير المخاطر. في هذا المقال، سنستكشف علم النفس الذي يقف خلف التداول، كاشفين أكثر الإنحيازات الإدراكية الشائعة التي تؤثّر على المتداولين و نوفّر إستراتيجيات تطبيقية لتحليلها و تجاوزها. سواء كنت مبتدأ أو تبحث عن تصفية لعبتك العقلية، فإن فهم سيكولوجية التداول أساسي لإتخاذ قرارات أكثر ذكاءً و إنضباطاً. طالع المقال لتعرف أكثر حول السلوكية المالية.

تنشأ الإنحيازات من الطبيعة الإنسانية: الميول النفسية، مثل الخوف من تفويت الفرص (FOMO) أو التشبث بأسعار خاصة، جد طبيعي لنه يستطيع التشويش على التقدير.

تحليل الإنحيازات يؤدي إلى إنضباط أفضل: فهم كيفية تأثير الإنحيازات على سلوكك في التداول يساعد في تطوير طريقة تعامل مع السوق تكون أكثر نظاماً و موضوعية.

الإستراتيجيات التطبيقية تستطيع تخفيض الإنحيازات: الأدوات مثل تدوين اليوميات، إتباع خطة تداولية، و وضع قواعد محدّدة للدخول و الخروج، يستطيع المساعدة في تقليل تأثير الإنحيازات الإدراكية.

إتقان التحكم في النفس أساسي للنجاح على المدى الطويل: القدرة على التحكم في المشاعر و التفكير بموضوعية يعدّث مهارة مهمة لبناء الإستمرارية و المقاومة في التداول.

ما هي سيكولوجية السوق؟ 

في عالم التداول، تلعب سيكولوجية السوق دوراً بارزاً في التأثير على مشاعر المستثمرين، سلوكهم، و قراراتهم. يساعد الفهم الواضح لهذه الظاهرة في قراءة الشعور العام لسوق الأسهم و يرشد إستراتيجيات الإستثمار.

  • تركّز سيكولوجية السوق على المشاعر مثل الخوف و الطمع، الذي يهيمن في كثير من الأحيان على مشاعر السوق و يمكن أن يؤدي إلى تذبذبات شديدة في السعر. حقيقة، تؤثّر مثل هذه المشاعر على سلوك المستثمرين، الذين هم متفاعلون مع المعلومات المتوفرة  و حسّاسون لتحركات أقرانهم.
  • بكلمات أخرى، يتلقن المستثمرون بتحليلاتهم و توقعاتهم بنفس تأثير تفاعلهم مع تصرفات و ردود أفعال المستثمرين الآخرين. هذا التداخل المعقّد بين التوقعات الشخصية و الإشارات السلوكية الجماعية يشكل أساسيات السلوكية المالية، مجال يدرس كيف تستطيع القرارات الإستثمارية أن تنحرف كثيراً عن ما هو متوقع من النماذج المالية التقليدية.
  • تستطيع هذه الظاهرة أن تسبّب نهوضاً لتحركات قطعانية للسوق أو تفاعلات تسلسلية. كنتيجة، تؤثّر على الإتجاهات الصاعدة أو النازلة إلى ما وراء ما تستطيع الأساسيات لوحدها أن تلعلّله. كثيراً ما يستعمل المتداولون المؤشرات السلوكية لتقييم الخطر و ديناميكيات السوق، الأمر الذي يساعدهم في القيام بقرارات إستثمارية طويلة و قصيرة الأمد.

في هذا السياق، تصرفات المستثمرون جد مهمة، بما أنها تحدّد أسعار الأصول و تشكّل الإتجاهات المستقبلية للسوق. سيتمكن المستثمرون من تسيير المخاطر بشكل أفضل و يقومون بتحسين إستراتيجياتهم الإستثمارية عبر فهم هذه الديناميكيات أكثر. سيتيح هذا لهم إمكانية إستغلال إختلالات السوق و الفرص المتاحة.

لماذا سيكولوجية السوق مهمة؟ 

سيكولوجية التداول مهمة لأنها تؤثّر على القرارات الفردية، و إلى حد أكبر، الديناميكيات العامة للأسواق المالية. للتنبؤ بتذبذبات السوق، تسيير المخاطر و التربح من توقع سلوك المتداولين الآخرين، فإن فهم القوى النفسية التي تعمل هنا يمكن أن يعتبر مكسباً ثميناً.

التأثير على القرارات الإستثمارية 

تؤثّر سيكولوجية السوق بشكل عميق على القرارات الإستثمارية. كما شرحنا أعلاه، تعتبر المشاعر مثا الحماس، الخوف و الطمع محركات قوية تستطيع أن تقود المستثمرين إلى القيام بقرارات غير منطقية. يبقى المستقبل مجهولاً، و الناس تخشى المجهول.

يستطيع الخوف من الخسارة أن يحفّز على البيع الشديد للأصول، حتى في غياب أي تغير أساسي في المشهد الإقتصادي. يؤدي هذا إلى سوء تقييم مؤقت. بالمقابل، يستطيع الطمع أن يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية في فقاعات مضاربة.

التأثير على إضطراب السوق 

يجب أن لا يغيب عن الأذهان أن سيكولوجية السوق محرّك بارز في إضطراب السوق. التفاعلات العاطفية للأخبار، الأحداث الإقتصادية أو التغيرات السياسية تستطيع أن تؤدي إلى تذبذبات سريعة و شديدة في السعر. خلال الأزمات المالية أو الإقتصادية، على سبيل المثال، يستطيع الخوف أن يؤدي إلى إضطراب شديد، كما شهدنا خلال الأزمة المالية 2008 أو جائحة كوفيد – 19.

تستطيع عقلية القطيع أن تضاعف هذا الإضطراب. عندما يتصرف المستثمرون كمجموعة، يجذبها نفس السهم أو تهرب من نفس الخطر، يستطيع هذا أن يؤدي إلى تحركات شديدة في السوق. يصنع هذا فرصاً فريدة و لكن أيضاً مخاطر معتبرة. المتداولون الذين يفهمون متى و لماذا تحصل هذه الديناميكيات الجماعية يستطيعون أخذ مكانة أفضل للإستجابة بسرعة أو حتى توقع تغيرات السوق.

الإنحيازات النفسية في التداول 

تعتبر الإنحيازات النفسية ميلا ً طبيعية للتفكير و الذب يستطيع أن يحيد المستثمرين من إتخاذ قرارات منطقية. في التداول، تستطيع هذه الإنحيازات أن تؤدي إلى أخطاء باهضة و لدبها تأثير سلبي على أداء المحفظة المالية. تحديد و فهم هذه الإنحيازات مفيد في تطوير منهجية أكثر فعالية و إنضباطاً. الإنحيازات الإدراكية مثل الثقة المفرطة أو تجنب الخسارة هي أحد أكثر الإنحيازات الشائعة عبر الأسواق المالية. إليك تفصيلاً لأمثلة عن أكثر الإنحيازات الإدراكية الشائعة.

الإنحيازات الإدراكية: كيف تتجنبها 

مصدر الصورة: صور أدوبي (Adobe) الأصلية
مصدر الصورة: صور أدوبي (Adobe) الأصلية

1- إنحياز الثقة المفرطة 

  • الشرح: التقدير الزائد لمعرفتك أو قدراتك، مما يؤدي إلى المخاطرة المفرطة أو تجاهل المخاطر.
  • كيف تتجنبها:

تشبث بخطة تداول جد محدّدة.

راجع بإنتظام أدائك و تعرّف على أخطائك.

تجنّب التداول بحجم أكبر من قدرة حسابك.

2- إنحياز تجنب الخسارة 

  • الشرح: الميول للإحتفاظ بالمداولات الخاسرة لمدة أطول لتفادي تقبّل الخسارة، الذي يؤدي غالباً إلى خسائر أكبر بكثير.
  • كيف تتجنبها:

إستعمل أوامر وقف الخسارة للحد من خطر النزول.

تقبّل الخسائر كجزء من التداول و ركّز على المحافظة على توافق مناسب بين المخاطرة و المكافئة.

إعتبر الخسائر كفرص للتعلم.

3- إنحياز التأكيد 

  • الشرح: البحث عن معلومات تدعم الإعتقاد الموجود بينما يتم إهمال الأدلة المعاكسة، مما يؤدي إلى قرارات منحازة.
  • كيف تتجنبها:

إبحث بنشاط عن آراء معاكسة أو تحاليل بديلة.

إستعمل الخصائص الموضوعية، مثل المؤشرات التقنية لتوجّه التداولات.

أعد تقدير إستراتيجياتك و إعتقاداتك بإنتظام.

4- إنحياز المرساة 

  • الشرح: التشبث بسعر أولي أو جزء من معلومة (مثال: القيمة التاريخية العالية لسهم ما) و عدم التأقلم مع البيانات الجديدة.
  • كيف تتجنبها:

ركّز على الظروف الحالية للسوق بدل مستويات السعر التاريخية.

إستعمل الأدوات الديناميكية مثل المتوسطات المتحرّكة لقياس الإتجاهات بشكل فوري.

مارس المرونة في طريقة تداولك.

5- إنحياز القطيع 

  • الشرح: إتباع الحشود دون القيام بالتحليل، الأمر الذي يستطيع أن يؤدي إلى قرارات سيئة خلال هلع أو نشوة السوق.
  • كيف تتجنبها:

قم بالأبحاث الفردية قبل إدخال التداولات.

تجنب التداول بالإعتماد على إتجاهات مواقع التواصل الإجتماعي أو الشائعات.

ركز على إستراتيجيتك للمدى الطويل بدل الحماس قصير الأمد.

6- الخوف من تفويت الفرص (FOMO) 

  • الشرح: القفز إلى التداولات نظراً للخوف من إضاعة فرص الربح الممكنة، غالباً بدون القيام بتحليل أو تخطيط مناسب..
  • كيف تتجنبها:

تقبّل أنه لا يمكنك الإمساك بكل الفرص الممكنة.

تشبث بخصائص تداولك و تجنب القرارات المتهورة.

ذكّر نفسك أنّ الصبر يؤدي غالباً إلى جاهزية و نتائج أفضل .

كيف تعرف الإشارات النفسية في الأسواق المالية 

تستطيع الإشارات النفسية في الأسواق المالية أن توفّر أدلة قوية حول مشاعر المستثمرين و بذلك حول الإتجاهات المستقبلية. عبر تحديد هذه الإشارات، نستطيع توقع تفاعلات السوق، و القيام بقرارات مدروسة أكثر. علم النفس و النداول مرتبطان عن قرب.

تحليل أحجام المعاملات 

توفّر أحجام التداول معلومات قيمة حول شدة النشاط لأصول معيّنة، و التي تستطيع التأشير للحالة النفسية للسوق.

يمكن أن يؤشّر الحجم العالي إلى إهتمام قوي أو القلق بين المستثمرين، و غالباً ما يكون هذا حوالي نقاط الدوران للسوق أو أحداث الأخبار المهمة.

على سبيل المثال، قفرة في حجم التداولات خلال إتجاه تصاعدي قد يؤشر إلى تنامي النشوة، بينما القفزة خلال إتجاه نازل قد تعكس حالة الهلع.

دراسة إتجاهات السوق و الإنعكاسات 

تحليل الإتجاهات ضروري لفهم الشعور العام للسوق. يستعمل المتداولون أدوات مثل المتوسطات المتحركة لتحديد الإتجاهات طويلة الأمد و نقاط الدوران الممكنة.

إنعكاس الإتجاه، عندما يكون مقترناً مع تغير معتبر في مؤشرات الشعور مثل مؤشر القوة النسبي (RSI) أو تباعد و تقارب المتوسطات المتحركة (MACD)، يستطيع أن يؤشّر إلى تغير في سيكولوجية السوق.

نصيحة خبير: إستعمل التباعد بين السعر و المؤشرات لكشف الإنعكاس. التباعد الصعودي أين تصل الأسعار إلى أقصى المنخفضات بينما تظهر المؤشرات منخفضات أعلى قد يؤشّر إلى إتجاه إنعكاسي تصاعدي.

مراقبة تصرفات السعر 

تحركات السعر، خاصة عندما تكون سريعة و واسعة، تستطيع أن تؤشّر لتفاعلات عاطفية في السوق.

  • يراقب المتداولون تشكيلات الأعمدة الشمعية و مختلف أشكال مخططات التداول لفهم سيكولوجية السوق.
  • على سبيل المثال، مجموعة من الأعمدة الشمعية "دوجي Doji" يمكن أن تدل على التردد و من المحتمل أن تؤشّر لفترة من الإضطراب المتزايد أو الإتجاه الإنعكاسي الوشيك.

هام: إنتبه لفترات الإضطراب المنخفض التي يتبعها تحركات حادة للسعر. يستطيع هذا كثيراً أن يؤشر أن السوق مستعد لتغيير الإتجاه بعد فترة من الغموض.

الإستراتيجيات 

مصدر الصورة: صور أدوبي (Adobe) الأصلية
مصدر الصورة: صور أدوبي (Adobe) الأصلية

تسيير التأثيرات النفسية للتداول يستعمل في المحافظة على أداء متواصل و تجنب مطبات العواطف و الإنحيازات السلوكية. يمكن نشر عدد من الإستراتيجيات لمواجهة الأسواق المالي المضطربة بفعالية.

الإنظباط 

 الإنظباط حجر أساس بالنسبة للمتداول الموسمي الذي يريد مقاومة الإندفاعات العاطفية بينما يتبّع المناهج المجرّبة بالرغم من تذبذبات السوق.

من الجيد أن تعرف: الإنظباط لا يدور فقط حول القواعد؛ بل يتضمن أيضاً معرفة الوقت المناسب للتأقلم مع ظروف السوق المتغيرة. هذا يعني معرفة متى تصبح إستراتيجية ما غير مجدية و تملّك الشجاعة للقيام بالقرارات الضرورية دون ترك المجال للعاطفة للتدخل.

خطط التداول 

توفّر خطة تداول مهيكلة الخريطة الواضحة لقرارات الإستثمار، و تتضمن الخصائص الدقيقة للدخول و الخروج من التداولات، أهداف الربح و مستويات قابلية المخاطرة.

هام: سجّل كل قرار تقوم به كجزء من إستراتيجيتك و تشبث بها بقوة. سيساعدك هذا في التخلص من الغموض و تقليص الميول لإتخاذ قرارات متهوّرة تحت تأثير العواطف.

تأكد من إحتواء خطتك لظروف تستطيع فيها مراجعة و تعديل إستراتيجيتك لتبقى متوافقة مع ديناميكيات السوق.

ممارسة تسيير المخاطر 

تسيير المخاطر الفعّال يحمي من الخسائر المبالغة و يساعد على المحافظة على الإستمرارية في التداول. يتضمن هذا وضع حدود للمبالغ المستثمرة لكل تداول، بإستعمال أوامر وقف الخسارة و تنويع الإستثمارات.

من الجيد معرفته: إستعمال إستراتيجيات التنويع لا يخفض المخاطر فقط، بل أيضاً يوفّر أقصى الفرص الممكنة للربح من خلال توزيع الإستثمارات عبر مختلف الأدوات. بكلمات أخرى، الخسائر في بعض المجالات تغطيها الأرباح في الأخرى.

اللجوء للحفاظ على تسجيل يوميات للتداول 

توفّر مذكرات التداول معلومات قيمة حول قراراتك، عواطفك و نتائجك. فهي مفيدة للتعلم المستمر و تحسين إستراتيجياتك.

هام:

  • حافظ على يوميات مفصّلة لكل تداول، تتضمن سبب الدخول و الخروج، العاطفة التي شعرت بها وقتها و تحليلاً للنتائج.
  • راجع مذكراتك بإنتظام لإيجاد الأنماط المتكرر للسلوك أو الأخطاء الإستراتيجية.
  • إستعمل هذه المعلومات على بعضها لتنقيح إستراتيجياتك الإستثمارية و تفضيل مقاربة مرنة للتداول.

عبر تطبيق مثل هذه الإستراتيجيات، يستطيع المتداولون تخفيض تأثير العواطف على قراراتهم و تحسين نتائجهم طويلة الأمد. بالنسبة للمتداول، يبقى الطموح لتطوير طريقة نظامية و معتبرة تأخذ بالحسبان كلا من النواحي التقنية و النفسية للسوق.

دراسة حالة: فقاعات المضاربة 

لعبت سيكولوجية المستثمرين و الأسواق دوراً جوهرياً في عدد معتبر من الأحداث المالية، مثل فقاعة الإنترنت في الألفينيات، الأزمة المالية 2008، التذبذبات الأخيرة للبتكوين و ظاهرة غايم ستوب GameStop. تشرح دراسة هذه الحالات أهمية فهم القوى النفسية التي تؤثّر على قرارات الإستثمار و تحركات السوق.

من الجدير تذكره أيضاً أن تاريخ فقاعات المضاربة جد طويل، مثل نشوة فقاعة سكك الحديد التي تطورت في القرن 19 و 20. أيضاً، فقاعة الخزامى الهوالندية من القرن 17 هي مثال جد معروف لتوقعات السوق غير الواقعية و سلوكيات المستثمر التي إنتهت بالإنهيار.

فقاعات الأنترنت في الألفينيات 

فقاعة الأنترنت، تعرف أيضاً بفقاعة التكنولوجيا، هي شرح مثالي لتأثير سيكولوجية السوق على التحركات المالية.

  • خلال أواخر التسعينيات إلى أوائل الألفينيات، أدى الحماس للأعمال المعتمدة على تكنولوجيات المعلومات و الأنترنت إلى ذروة من الإستثمارات الهائلة.
  • المستثمرون، يقودهم الطمع و الإنبهار بالإمكانيات الثورية للأنترنت، دفعت بتقييمات شركات التكنولوجيا الناشئة إلى مستويات قياسية، و غالباً دون النظر للأساسيات الإقتصادية التقليدية مثل العائدات أو الأرباح.

أظهرت هذه الفترة كيف تستطيع الحماسة غير اللاعقلانية، مدعمّة بعقلية القطيع و التفاؤل المفرط، أن تصنع فقاعات المضاربة. عندما أصبح واقع إحتمالية الربح لهذه الشركات واضحاً، إنفجرت الفقاعة، مؤدية إلى خسائر معتبرة للمستثمرين الذين قامروا على الأرباح المستمرة.

ناسداك، مؤشر لسوق الأسهم للولايات المتحدة الأمريكية موجه بشكل أساسي للشركات التكنولوجية، سقط بقوة، خاسراً حوالي 78% من قيمته بين مارس 2000 و أكتوبر 2002.

يذكرنا هذا الحدث بأن فهم الديناميكيات النفسية للسوق أمر أساسي للمستثمرين الذين يريدون إتخاذ قرارات مدروسة و تجنب المطبات في جنون المضاربة.

الأزمة المالية 2008 (GFC) 

تعدّ الأزمة المالية 2008 مثالاً رمزياً لتأثير نفسية السوق على التحركات الإقتصادية العالمية.

  • تولّدت في قطاع الإسكان للولايات المتحدة الأمريكية، و إنتشرت الأزمة بشكل سريع إلى النظام المالي العالمي، و تفاقمت بتشابك المنتجات المالية مثل مشتقات الإئتمان و الأوراق المالية المدعمة بالرهن العقاري (MBS).
  • مع إنخفاض أسعار المنازل، و إرتفاع العجز عن سداد الرهن العقاري، إنتشر الهلع في أوساط العالم المالي. أظهرت أزمة 2008 تأثير الدومينو التسلسلي الذي تستطيع يسكولوجية السوق إمتلاكه عندما ترتبط مع ممارسات الإقراض الطائشة و التنظيمات غير الكافية.

تحوّل تجنب المخاطرة بسرعة إلى خوف منتشر، مؤدياً إلى سحوبات هائلة لرؤوس الأموال و تجميد السيولة مما شلّ الأسواق المالية. كان على الحكومات و البنوك المركزية حول العالم التدخل لإستقرار النظام، و يشرح هذا أهمية الثقة و الإستقرار النفسي في وظيفية الأسواق المالية.

تبرز الأزمة أهمية فهم المستثمرين للقواعد الإقتصادية و العوامل النفسية التي تستطيع التأثير بشكل معتبر على الأسواق.

إضطراب البيتكوين 

توفّر تذبذبات البيتكوين مثالاً بارزاً عن تأثير سيكولوجية السوق على الأصول الرقمية. بيتكوين، عملة رقمية رائدة، إختبر تأرجحات شديدة الإضطراب في السعر، غالباً ما أشعلتها التغيرات في شعور المستثمر بدلا من التغيرات الأساسية في إستعماله أو تكنولوجيته.

  • الإرتفاع المدهش للبيتكوين في 2017، الذي تلاه سقوط سريع مساوي، يشرح كيف يستطيع الطمع و الخوق من تفويت الفرص (FOMO) أن يؤدي إلى فقاعات مضاربة.
  • عبر هذه الفترة، العديد من المستثمرين المبتدئين، إستدرجتهم الأرباح الخيالية و التغطية الإعلامية الواسعة، و إشتروا البيتكوين دون التفكير على المدى الطويل و الفهم العميق للسلاسل أو العملات الرقمية.
  • عندما بدأ السوق بالتصحيح، بدا الهلع، مؤدياً إلى مبيعات واسعة أرسلت بالأسعار إلى أسفل. كنتيجة، إرتفعت قيمة البيتكوين بشكل معتبر تدريجيا خلال السنوات القليلة التالية. بعد 7 سنوات، إرتفع سعر البيتكوين فوق 100 ألف دولار أمريكي. مع ذلك، نستطيع الجزم أنّ القليل من المستثمرين فقط بقو في السوق بعد موجات الهلع المتعدّدة من السنوات الأخيرة.

مثل هذا الحدث يبرز حساسية أسواق العملات الرقمية للتأثيرات النفسية و التفاعلات التسلسلية. لذلك، يجب على المستثمرين البقاء متيقضين للتفاؤل أو التشاؤم المفرط لإشارات السوق. أكثر من هذا، يجب عليهم تفضيل طريقة متوازنة و مدروسة عند الإستثمار في مثل هذه الأصول المضطربة.

ظاهرة غايم ستوب GameStop في 2021 

تعد ظاهرة غايم ستوب 2021 مثالاً عصرياً لتأثير سيكولوجية السوق مضخماً بوسائل التواصل الإجتماعي. شهدت هذه الحالة تنسيق المستثمرين الأفراد عبر منتدى ريديت Reddit، الصفحة r/WallStreetBets، و شراء أسهم غايم ستوب بشكل واسع لمواجهة المكانة القصيرة لصناديق التحوّط.

أدت هذه التصرفات الجماعية لإرتفاع مضاربة في سعر السهم، الذي صنع ضغطاً ضخماً، على بائعي التقصير و أظهر ديناميكيات تأثير القطيع و الخوف من التفويت. تشرح هذه الحالة كيف تستطيع التنولوجيا و المنصات الرقمية تحويل نفسية السوق. المستثمرون الصغار، الذين غالباً ما يتم تجاهلهم من المؤسسات الكبيرة، إستعملوا أدوات رقمية للتأثير في السوق بشكل معتبر. يظهر هذا أن السيكولوجية و النشاط الجماعي يستطيعان أحياناً تجاوز أداء التحليلات التقليدي الأساسية.

الفخاخ النفسية: نصائح التداول

 
  1. سيطر على عواطفك: تجنب التداول بالإعتماد على الخوف أو الطمع. إلتزم بخطة واضحة و أبق العواطف تحت السيطر للمحافظة على إتخاذ القرارات بعقلانية.
  2. تقبّل الخسارة جزء من التداول: لا يمكن تجنب الخسائر. رّز على تسييرها بالتحكّم في المخاطر عوض محاولة تجنبها تماماً.
  3. تمسك بخطة تداول: حدّد قواعد الدخول، الخروج، و تسيير المخاطر قبل التداول. تخفض الخطة القوية من القرارات الطائشة و تحافظ على إنضباطك.
  4. تجنّب فرط التداول: لا تقم بالتداول المبالغ للتعافي من الخسائر أو تطارد الأرباح. كثيراً ما يؤدي فرط التداول إلى التعب العاطفي و الأخطاء.
  5. خذ إستراحة بعد الخسارة: إبتعد من السوق بعد الخسارة لتتجنب التداول الإنتقامي، الذي يستطيع أن يؤدي إلى خسائر أكبر.
  6. تمرّن على الصبر: إنتظر الإعدادات عالية الإحتمالية بدلاً من إرغام التداولات. الصبر مهارة ضرورية للنجاح طويل الأمد.
  7. تتبع عقليتك بيوميات التداول: لا تسجّل مداولاتك فقط، بل أيضاً مشاعرك و أفكارك. تساعد مراجعتها في تحديد أنماط سلوكيات و تحسّن إتخاذ القرارات لديك.
  8. ركّز على الإستمرارية طويلة الأمد: لا تستهدف الأرباح السريعة. الأرباح الصغيرة و المستمرة عبر الوقت أكثر إستدامة من التداولات المخاطرة عالية المكافئة.
  9. إفصل نفسك عن النتائج: ركّز على  تنفيذ إستراتيجيتك بشكل صحيح، و ليس على إذا أتت التداولات بربح أو خسارة. هذه العقلية تقلّل القلق و تعزّز التعلّم.
  10. تعلّم من كل تداول: تعامل مع كل تداول كفرصة للنمو. حلّل كلا من النجاحات و الفشل لتنقيح أسلوبك و بناء الثقة.

ملخص 

تلعب سيكولوجية التداول دوراً أساسياً في تشكيل قراراتك و نتائج السوق. الإنحيازات الإدراكية مثل الثقة المفرطة، تجنب الخسارة، و الخوف من تفويت الفرص (FOMO)، تستطيع أن تؤدي إلى تصرفات عاطفية و متهورة تؤثّر بشكل سلبي على نتائجك.

إستكشف هذا المقال الإنحيازات الشائعة التي يواجهها المتداولون و عرض إستراتيجيات تطبيقية للتعرف عليها و تسييرها بشكل فعّال. عبر إتقان طريقة تفكيرك و فهم كيفية تأثير العواطف على قراراتك، يمكنك بناء الإنضباط، تحسين الإستمرارية، و تعزيز نجاح تداولك طويل الأمد.

 

الأسئلة الشائعة FAQ 

 

افتح حساب حقيقي اليوم أو جرب قدراتك على الحساب التجريبي

إنشاء حساب  حساب تجريبي 

الأسئلة الشائعة

تشير سيكولوجية التداول إلى النواحي العقلية و العاطفية التي تؤثّر على قرارات المتداول، و تتضمن تسيير القلق، الإنضباط و الإنحيازات الإدراكية.

الإنحيازات الإدراكية هي إختصارات عقلية أو ميول تستطيع أن تؤدي إلى قرارات لاعقلانية. تتضمن الأمثلة إنحياز الثقة المفرطة، تجنب الخسارة، و إنحياز التأكيد.

تستطيع الإنحيازات أن تؤدي بالمتداول للتصرف وفق العاطفة بدل المنطق، مما يؤدي إلى أخطاء مثل التداول المفرط، التمسك بالخسائر أكثر من اللازم، أو تفويت فرص الربح.

بينما لا يمكن التخلص من الإنحيازات بشكل نهائي، نستطيع تسييرها عبر الوعي، الإنضباط النفسي، و إستعمال الأدوات مثل خطط التداول و اليوميات.

حافظ على مذكّرات للتداول لتتبع القرارات و المشاعر.

إتبع خطة تداول محددة بدقة مع قواعد للدخول، الخروج، و تسيير المخاطر.

خذ قسطاً من الراحة لتجنب القرارات المتهورة خلال الأوقات المضطربة للأسواق.

لا، يسكولوجية التداول مهمة للمتداولين على كل المستويات. حتى المتداولون ذوو الخبرة يحتاجون لضبط مشاعرهم و إنحيازاتهم للمحافظة على الإستمرارية و تجنّب الخسائر الباهضة.

25 دقائق

المخاطر المحتملة والتداعيات الناتجة عن أزمة تايوان

20 دقائق

التطور التكنولوجي المالي: ما هو التداول عالي التردد؟

32 دقائق

نبذة تاريخية و دور أسواق العقود الآجلة

انضم إلى أكثر من 2.000.000 عملاء مجموعة XTB من جميع أنحاء العالم

الأدوات المالية التي نقدمها، خاصة عقود الفروقات (CFDs)، قد تكون ذات مخاطر عالية. الأسهم الجزئية (FS) هي حق ائتماني مكتسب من XTB ​​في الأجزاء الكسرية من الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة. الأسهم الجزئية ليست أداة مالية منفصلة. هناك حقوق شركات محدودة للأسهم الجزئية.
الخسائر يمكن أن تتجاوز الايداعات