التداول.. ما هو؟

أصبح التداول حجر الزاوية في تطور الحضارة الحديثة. بفضل التقنيات الجديدة، يمكن للمستثمرين مراقبة الأسعار المتغيرة يوميًا لآلاف الشركات المدرجة والسلع والمواد الخام والعملات والأصول الرقمية. ينخرط الملايين من المتداولين حول العالم في منافسات مستمرة من خلال التداول كل يوم، حيث يؤدي العرض باستمرار إلى انخفاض الطلب مما يؤدي إلى التقييمات النهائية. يتعامل التداول مع الخوف والجشع ويقوم بترويضهما والسيطرة عليهما، وهما عاطفتان تؤثران بقوة على سلوك العرض والطلب، وتحددا السوق الصاعدة ودورات السوق الصاعدة.

سنركز في مقال اليوم على أساسيات التداول ونحاول وصف تلك العملية والمبادئ الأساسية التي يجب أن توجه المتداول.

ما هو التداول؟ 

كقاعدة عامة، يمكننا تعريف التداول بأنه اتخاذ إجراء الشراء أو البيع، أي التداول في الأصول المختارة من أجل جني ربح. يرتكز التداول على التنبؤ الماهر بالسلوك المستقبلي لسعر الأداة المحددة (المضاربة). عندما يتوقع المتداولون بشكل صحيح، تكون الصفقة مربحة، عندما يتحرك السوق عكس اتجاه المعاملة، يسجلون خسارة. يعتبر التداول نشطًا (سواء كان قصير أو متوسط ​​الأجل)، على عكس الاستثمار، والذي غالبًا ما يقوده دوافع أخرى وأفق استثمار أطول. من أجل التنبؤ الصحيح بالمستقبل بجانب الكفاءة العالية، يركز المتداولون على زيادة مواردهم المعرفية والخبرة والتقنيات (التحليل الفني والتحليل الأساسي وما إلى ذلك)، بالإضافة إلى علم النفس الذي هو أساس السوق.

يمكن أن تحدث المضاربة على كل من الأدوات ذات الرافعة المالية مثل النفط أو مؤشرUS500 أو البيتكوين بالإضافة إلى أسهم البورصة العادية، لأن الأساس الضروري للتداول هو التنبؤ الصحيح بمستقبل الأصول. هناك متداولون يقومون بالتداول على أدوات مختارة فقط ويستكشفون جوهر وسلوك الأسعار في قطاع واحد فقط أو عدة قطاعات. من ناحية أخرى، يتداول الآخرون في كل شيء، وتكون مرجعيتهم الرئيسية هي سلوك السعر حصرًا وما يصحبه من علم النفس والعوامل الخارجية (الاقتصاد الكلي، والسياسة النقدية، والتقلبات الدورية، وما إلى ذلك). لا توجد قيود على التداول، وللمتداولين حرية اختيار ما يتداولونه.

اتجاهان مختلفان للسوق 

يمكن للمتداولين الاختيار بين اتجاهات التداول. إذا كانوا يعتقدون أن الأسعار ستنخفض، فإنهم يفتحون ما يسمى بصفقة البيع على المكشوف (المركز القصير)، والتي تسمح لهم بتحقيق ربح عندما تتجه التقييمات لأسفل. وعلى الجانب الآخر، عندما يتوقع المتداولون ارتفاع الأسعار، فإنهم يفتحون صفقة شراء (مركز طويل)، وفي هذه الحالة يربحون عندما ترتفع الأسعار.

لا يمكن اتخاذ مركز قصير إلا على العقود مقابل الفروقات ذات الرافعة المالية. أما بالنسبة للأسهم غير المربوطة بالرافعة المالية وصناديق الاستثمار المتداولة التي يحق لها توزيعات الأرباح والمشاركة في التصويت، يمكن للمستثمرين فقط الشراء أو البيع (إغلاق المركز المفتوح)، ولا يمكن المراهنة على الانخفاضات.

لتوضيح مركز الشراء (الطويل) ومركز البيع (القصير):

افتتح توماس مركز طويل (شراء) و(تداول) بأداة عقود الفروقات على البيتكوين بسعر 19,500 دولار.

في 3 ساعات، ارتفع سعر البيتكوين إلى 20,300 دولار. في هذه الحالة، سيسجل توماس ربحًا.

قام توماس بفتح مركز قصير (بيع) و(تداول) بأداة عقود الفروقات على البيتكوين بسعر 19,500 دولار

في 3 ساعات، انخفض سعر البيتكوين إلى 18,900 دولار. في هذه الحالة، سيسجل توماس ربحًا.

افتتح توماس مركزًا طويلاً (شراء) و(تداول) بأداة عقود الفروقات على البيتكوين بسعر 19,500 دولار.

في 3 ساعات، انخفض سعر البيتكوين إلى 19,100 دولار أمريكي. في هذه الحالة، سيسجل توماس خسارة.

قام توماس بفتح مركز قصير (بيع) و(تداول) بأداة عقود الفروقات على البيتكوين بسعر 19,500 دولار.

في 3 ساعات، ارتفع سعر البيتكوين إلى 19,800 دولار. في هذه الحالة، سيسجل توماس خسارة.

التداول أم الاستثمار؟

من حيث المبدأ، يعتبر كلا من التداول النشط والاستثمار شكلين من أشكال التداول، إلا أننا يمكننا سرد بعض الاختلافات الأساسية بينهما:

فريق سفراء XTB

لقد تعاونا مع بعض من أكبر النجوم في عالم الرياضة ، الذين نفخر بكونهم سفرائنا

قابل الفريق

بالنظر إلى هذين النوعين من الاستثمار الرأسمالي معًا، يمكننا أيضًا التوصل إلى استنتاج مفاده أنهما ليسا متعارضين، حيث يمكن لأي شخص في وقت واحد إنشاء محفظة تتكون من استثمارات ذات أفق طويل الأجل بالإضافة إلى المضاربة النشطة على الأسعار على المدى القصير.

على سبيل المثال، يمكن لعملاء XTB الاستثمار في شركات مثل مايكروسوفت أو أبل أو تسلا، وهذا لا يتنافى مع إمكانهم المضاربة على أسعار البيتكوين أو الذهب أو النفط في نفس الوقت. في الواقع، لكل نوع من هذين النوعين من التداول مخاطره الخاصة. وبالتالي، بالنسبة للمساهم الذي ينوي الاحتفاظ بأسهم في شركة X لبقية حياته، فإن المخاطر تختلف عن تلك التي يتعرض لها الشخص الذي ينوي الاحتفاظ بمراكز مفتوحة على النفط ليومين مثلًا أو خمسة أيام. بالإضافة إلى ذلك، لكل صناعة مواصفاتها الفردية وعواملها التي تشكل سعر أصول معينة مما يؤثر على العرض والطلب.

دعنا نستخدم الأمثلة:

أبل: قد يكون ذلك بنجاح منتج جديد (جهاز أيفون جديد، جهاز الواقع الافتراضي)، نتائج مالية ناجحة، تغييرات في المساهمين، مشاكل مع أشباه الموصلات.

النفط: نشاط أوبك بلس، تقارير المخزون (وزارة الطاقة الأمريكية، معهد البترول الأمريكي)، الظروف الاقتصادية العالمية.

البيتكوين: إجمالي البيتكوين المتاح في السوق (التنصيف)

مؤشر (US100) في ناسداك: النشاط المؤسسي، معنويات مخاطر السوق، السياسة النقدية الفيدرالية.

زوج العملات يورو دولار أمريكي: قوة الاقتصاد (الناتج المحلي الإجمالي)، والميزان التجاري، وسياسة وقرارات البنوك المركزية (بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي)، ومعنويات المستهلكين، ومؤشرات مؤسسة إدارة الدعم ومؤشر مديري المشتريات، وما إلى ذلك.

اختيار أدوات الاستثمار

يميل المستثمرون بالطبع لاستخدام عروض الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة، والتي يمكن أن تظل مفتوحة إلى أجل غير مسمى. وفقًا لاختيار صندوق الاستثمار المتداول أو الشركة المتداولة في البورصة، يمكن للمستثمرين الحصول على أرباح الأسهم والحصول على حق المشاركة في اجتماعات وأصوات المساهمين. تعتبر الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة مناسبة للاحتفاظ بالمراكز على المدى الطويل بسبب قلة تكاليف الاحتفاظ بالمراكز وهيكل هذه الأدوات ومواصفاتها.

من بين آلاف الأسهم وصناديق صناديق الاستثمار المتداولة، تعتبر أكثر صناديق المؤشرات شيوعًا هي صناديق مثل iShares Core S & P500 UCITS ETF (CSPX.UK)، أو صناديق الاستثمار المتداولة التي تسمح بالتعرض للمعادن الثمينة مثل iShares Physical Gold ETC (IGLN.UK). من بين مئات صناديق الاستثمار المتداولة، يمكنك أيضًا العثور على صناديق الاستثمار المتداولة الصناعية التي تعرض قطاعًا محددًا بعينه مثل الأسواق الناشئة أو قطاع البلوكتشين أو شركات صناعة السيارات.

كما يميل المتداولون إلى المضاربة على العقود الآجلة للمؤشرات ذات الرافعة المالية (US100، US500، DE30)، وعقود النفط الآجلة (النفط، نفط خام غرب تكساس الوسيط) والعملات المشفرة. كما أن المعادن الثمينة كالذهب والفضة لها شعبية أيضًا، بالإضافة إلى السلع والمواد الخام الأخرى مثل الغاز الطبيعي والسكر والقمح. تقدم XTB أيضًا أسهم بعقود الفروقات ذات الرافعة المالية، والتي تمنح المتداولين الفرصة لاستخدام الرافعة المالية عند المضاربة على مئات الأسهم من الشركات المدرجة مثل أمازون أو مايكروسوفت أو باير. نظرًا لاستخدام الرافعة المالية وتكلفة الاحتفاظ بالمراكز (نقاط المبادلة)، فإن هذه الأدوات مناسبة إلى حد ما للاستثمارات قصيرة الأجل.

يمكنك قراءة المزيد عن العقود مقابل الفروقات هنا.

خمس قواعد للمتداول

إدارة المخاطر

المخاطرة هي عنصر أساسي في التداول. يؤدي التخفيف الماهر للمخاطر إلى تجنب الخسائر ويمنح المتداول فرصة للحفاظ على الأرباح. من المستحيل أن تكون على حق طوال الوقت، وسيثبت لك السوق عاجلاً أم آجلاً أنك مخطئ. المهم هو ماذا ستفعل بعد ذلك؟ يقصد التداول أولئك الذين يدركون المخاطر الكبيرة لخسارة رأس المال المتأصلة في المضاربة والسوق. في XTB، ندرك ما هو قدر المخاطرة، ولذلك، نقدم للعملاء عشرات الأدوات التحليلية في منصة xStation 5، من أدوات التحليل الفني إلى الأخبار وتحليل السوق، ونسمح باستخدام الأوامر الدفاعية مثل وقف الخسارة، جني الأرباح ووقف الخسارة المتحرك. تشمل العناصر الأساسية لإدارة المخاطر تقليل الخسائر قبل أن تبدأ في النمو وإغلاق الصفقات المربحة بمهارة.

اكتساب المعرفة

المعرفة هي أكسجين كل متداول. لا يقتصر الأمر على دراسة السوق بدءًا من التحليل الفني أو الأساسي، ولكن أيضًا لمعرفة طبيعة ومواصفات الأدوات التي ينوي تداولها.

دراسة علم النفس

علم النفس هو ما تستند إليه تقييمات جميع الأصول. لأنه يتم تشكيل أسعار الأدوات وفقًا لتصور المعلومات الواردة أو معتقدات السوق حول المستقبل. السوق مكان متطلب. يحدث أحيانًا أن تتسبب المعلومات الجيدة في حدوث انخفاضات، وتتحول المعلومات السلبية إلى حافز على الزيادات. لفهم كيفية عمل بندول سوق الأوراق المالية، يجب على المرء دراسة علم النفس البشري وقراءته في ظل صخب المعلومات.

العزيمة 

العزيمة لها أوجه عدة، قد تعني العزيمة في التداول دراسة مخططات الأسعار، ومراقبة السوق، واكتساب المعرفة. بدون الشغف والالتزام، من الصعب الحصول على ميزة في مكان يريد فيه الجميع النجاح وكسب المال. تذكر أنك تلعب مع "خصم مباشر"، وعلى الجانب الآخر من التداول يجلس أشخاص أو الخوارزميات التي صنعها أشخاص.

العواطف تحت السيطرة

أساس التداول هو التحكم في العواطف واكتساب نهج مفيد للمال. فالخوف من الخسائر يتسبب في صعوبة تحقيق النجاح. لهذا السبب من المهم للغاية تجريد القرارات من صبغتها العاطفية والحفاظ على رباطة جأشها واتخاذ القرارات وفقًا للاستراتيجية. ينطوي التداول على مخاطر، ولكن إذا اشتمل على العواطف، فإن مخاطر الخسائر تزداد. هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية الاهتمام بعقلك ومستوى ثقتك بنفسك.

أشهر خمس أدوات

نعرض أدناه خمسة أمثلة للأدوات المالية الشائعة بين المتداولين والتي تجتذب سيلًا من المضاربة:

مؤشر إس آند بي 500 (US500): أكبر مؤشر سوق للأوراق المالية في العالم، والذي يتكون من أسعار أسهم أكبر 500 شركة مدرجة في الولايات المتحدة. تم استخدام المؤشر كأحد المقاييس الرئيسية لصحة الظروف الاقتصادية العالمية والأمريكية. تقوم الخوارزمية باختيار الشركات المدرجة في المؤشر، ويتغير تكوينها.

ناسداك (US100): مؤشر سوق الأسهم، الذي اكتسب شعبية خاصة خلال طفرة "دوت كوم" في بداية الألفية الجديدة (عام 2000). يضم المؤشر 100 شركة، يعمل عدد كبير منها في صناعة التكنولوجيا، مما يجعل تقلبها عادة أعلى من مؤشر إس آند بي500.

النفط: لا يزال النفط أحد الموارد الأساسية في العالم المستخدمة بشكل أساسي في النقل. يمكننا قول أن النفط لا يزال رئتي الاقتصاد العالمي. اجتذبت الأداة المضاربين لعقود من الزمن، كما أن قابليتها للتأثر بقرارات أوبك بلس والعوامل الخارجية التي تشكل أسعار النفط تجعلها أداة شائعة من بين كل من المشتقات والمنتجات الاستثمارية (صناديق الاستثمار المتداولة وأسهم النفط)

زوج اليورو دولارEURUSD: زوج العملات الأكثر شهرة في العالم، وهو أحد مقاييس القوة النسبية لاقتصاد الولايات المتحدة. والاقتصادات الأوروبية (منطقة اليورو)

البيتكوين: كعرض لتكنولوجيا البلوكتشين وقطاع العملات المشفرة بأكمله، تجذب البيتكوين انتباه المضاربين والمستثمرين. بفضل العوائد القياسية التي قدمتها العملات المشفرة منذ إنشائها بعد عام 2010، يتابع السوق أسعارها بفارغ الصبر. شهدت البيتكوين أيضًا منافستها تزداد قوة، حيث تحاول شعبية الملك اللحاق بالإيثيريوم لعدة سنوات.

توفر منصة xStation5 إمكانية الوصول إلى أكثر من 5000 أداة بما في ذلك الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة وعقود الفروقات على السلع والموارد والعملات المشفرة والمعادن الثمينة وأسهم صناديق الاستثمار المتداولة / الأسهم ذات الرافعة المالية.

التداول – مميزات وعيوب 

المخاطر والإجراءات الدفاعية

نود أن نختتم هذه المقالة القصيرة بهذا القسم للتأكيد على مدى أهمية الحد من المخاطر التي تتدفق من التداول والتعرف عليها. فيما يلي سنقوم بإدراج الأدوات والإجراءات التي يمكن استخدامها في عملية تهدف إلى تقليلها إلى أدنى حد ممكن:

• استخدام الأوامر الدفاعية التلقائية في تداول العقود مقابل الفروقات (وقف الخسارة، وجني الأرباح، ووقف الخسارة المتحرك).

• استخدام أوامر البيع المعلقة تلقائيًا عند تداول الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة (إيقاف البيع، حد البيع).

بصفتك متداولًا، ستتخذ قرارات يجب أن تستند إلى إستراتيجية قابلة للتكرار وفعالية قابلة للقياس:

• ضع بعض القواعد الأساسية التي لا تنتهكها.

• التزم بالقواعد والاستراتيجيات المحددة إذا كان لديك واحدة.

• تعلم التحكم في عواطفك حتى في مواجهة الخسارة أو الربح المحدود.

• دون الملاحظات وحلل قراراتك.

• تعلم من خلال مراقبة أخطائك وقراراتك الدقيقة.

• تقبل الجشع والخوف وتحكم بهما.

قد يكون أيضًا من بين الإجراءات تقليل مخاطر الخسارة بشكل غير مباشر. يمكن لاكتساب المعرفة أن يزيد بشكل كبير من ثقتك "الصحية" ويجعل التداول أكثر فعالية:

• دراسة التحليل الفني والأساسي.

• اكتساب المعرفة حول الأصول التي تضارب عليها.

• تحديد أهم معلومات السوق.

• تفعيل عملية السبب والنتيجة ونقلها إلى سيناريو السوق.

تساعدك منصة xStation5 في كل مرحلة من هذه العملية من خلال توفير عدة أمور من بينها:

• الوصول إلى المواد التحليلية وأخبار السوق (البحث).

• أدوات التحليل الفني والأساسي.

• أدوات التخطيط المتقدمة.

• قائمة بالأحداث الاقتصادية وأحداث البورصة.

• خدمة العملاء متاحة طوال 24 ساعة في اليوم، على مدار خمسة أيام في الأسبوع.