تستعد مجموعة "صافولا"، إحدى أكبر شركات الأغذية في السعودية، للتخارج من حصتها البالغة 34.5% في شركة "المراعي"، وهي خطوة من المتوقع أن تعيد تشكيل هيكلها المالي ومكانتها السوقية. هذا القرار، الذي يُعتبر أكبر صفقة في تاريخ "صافولا"، يأتي بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاستثمار في إحدى أبرز شركات إنتاج الأغذية في المملكة، والتي مثلت أحد أصولها الأكثر استقراراً وربحية. ومع انعقاد الجمعية العامة غير العادية في 12 ديسمبر المقبل، سيصبح التصويت على توزيع أسهم "المراعي" على مساهمي "صافولا" مؤشراً حاسماً على ثقة المستثمرين في هذه الخطوة التحولية.
يشار أنه لأعوام طويلة، كان استثمار "صافولا" في "المراعي" يمثل ركيزة أساسية في أدائها المالي واستراتيجيتها العامة. وفقاً لمحمد بن فريحان، رئيس مجلس إدارة شركة "المحترفة القابضة"، فقد ساهمت أرباح "المراعي" بنسبة 87% تقريباً من صافي أرباح "صافولا" خلال الاثني عشر شهراً الماضية. ويرى بن فريحان أن فقدان مصدر دخل ثابت بهذا الحجم قد يؤثر بشكل كبير على جدارتها الائتمانية ويزيد من مخاطرها المالية.
إبدأ بالإستثمار اليوم أو تدرّب على حساب تجريبي
إنشاء حساب حساب تجريبي تحميل تطبيق الجوال تحميل تطبيق الجوالحيث صرح بن فريحان أن هذه الخطوة تحرم صافولا من تدفقات نقدية مستقرة. لتعويض ذلك، يجب على الشركة التركيز على استثمارات جديدة وتحسين كفاءتها لاستعادة ثقة المستثمرين.
الجدير بالذكر فإنه سيحصل مساهمو "صافولا" على أسهم في "المراعي" مقابل تقليص عدد أسهمهم في الشركة. فعلى سبيل المثال، من يمتلك 1000 سهم في "صافولا" سيجد في حسابه 264 سهماً بدلاً من ذلك بالإضافة إلى 304 أسهم في "المراعي"، مما يعيد توزيع ملكية الشركتين بين المساهمين.
من المهم أن ننبه أنه يبلغ الوزن النسبي لسهم "صافولا" داخل مؤشر السوق السعودية الرئيسي (تاسي) 1.16% بينما يبلغ الوزن النسبي لسهم "المراعي" 1.4% وفقا لأحدث البيانات فصافولا مدرجة في مؤشر "MSCI" للشركات الكبيرة، ومع تخفيض رأسمالها وإلغاء الاعتراف باستثمارها في "المراعي" ستفقد أكثر من نصف قيمتها السوقية، وسيؤثر ذلك على وزنها النسبي داخل المؤشر وما يتبع ذلك من استثمارات لصناديق خاملة، أو صناديق مؤشرات.
تأتي خطوة "صافولا" وسط تحولات كبرى في قطاع الأغذية السعودي وتخارجها من الشركة المملوكة لـصندوق الاستثمارات العامة بنسبة 16% عبر شركة "سالك" يضع إدارة "صافولا" أمام تحد لإثبات أن التحول الاستراتيجي يستحق، خاصةً وأن العديد من شركات قطاع إنتاج الأغذية السعودية كشفت عن خطط استثمارية توسعية لتعزيز الأمن الغذائي السعودي وفقاً لـ"رؤية 2030".
