شاع وصف شركة إنفيديا Nvidia بأنها القلب النابض للذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء. اشتهرت الشركة في البداية ببطاقات الرسوميات القوية في عالم الألعاب، والآن توسّع نطاقها ليشمل التعلم العميق والقيادة الذاتية ومعالجة البيانات واسعة النطاق. لا تقتصر إنفيديا على تصميم الرقائق فحسب، بل تقوم أيضًا بتطوير المحركات الرقمية وهي أساس أذكى الأجهزة اليوم.
📌النقاط الرئيسية
- تتخصص إنفيديا في وحدات معالجة الرسومات (GPUs) عالية الأداء.
- تُستخدم رقائقها في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والألعاب والمركبات ذاتية القيادة.
- تُحقق الشركة إيرادات من الأجهزة، ومنصات البرمجيات، وحلول الحوسبة السحابية.
- تلعب الشركة دورًا محوريًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة المُسرّعة.
- تعتمد إنفيديا نموذج التصنيع بدون مصانع، حيث تقوم بتصنيع الرقائق من مصادر خارجية.
- يشكل برنامج CUDA الخاص بالشركة أهمية كبيرة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.
نموذج العمل
في جوهرها، تُعدّ Nvidia العقل المدبر وراء إمكانات التكنولوجيا الحديثة. تُصمّم الشركة وحدات معالجة الرسومات الحديثة (GPUs) وتُطوّرها - وهي رقائق صُممت في الأصل لتقديم عوالم ألعاب مبهرة، ولكن يُنظر إليهاالآن كمحركات تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، والحوسبة المتقدمة.
إنفيديا لا تُصنّع رقائقها فعليًا، فقد صٌممت بدون مصانع –حيث تبتكر هياكل معمارية مُعقّدة ورائدة عالميًا، وتتعاون مع مصانع متخصصة مثل TSMC لبنائها فعليًا. تخيّل إنفيديا كمُهندس معماري وراء ناطحة السحاب، وليس كفريق البناء.
تتدفق إيرادات الشركة من مصادر متعددة وهي:
- مبيعات وحدات معالجة الرسومات (GPU) للاعبين والمصممين وعلماء البيانات.
- أنظمة الحوسبة عالية الأداء، مثل خطوط إنتاج DGX وHGX.
- منصات البرمجيات، وأبرزها نطام CUDA (هندسة الأجهزة الموحدة للحوسبة)، مما يُمكّن المطورين من إطلاق العنان لكامل إمكانات أجهزة Nvidia.
- التراخيص وحقوق الملكية من خلال السماح للشركاء باستخدام تقنيات إنفيديا المصممة.
- خدمات الذكاء الاصطناعي السحابية، والتي تتزايد أهميتها مع سعي الشركات إلى امتلاك بنية تحتية جاهزة للاستخدام لتعلم الآلة.
والأهم من ذلك، تتمحور استراتيجية إنفيديا حول إنشاء نظام بيئي متكامل للذكاء الاصطناعي - من السيليكون إلى البرمجيات - لضمان عدم اقتصارها على بيع القطع، بل دعم مستقبل الآلات الذكية بالكامل.
📉📈 قطاعات الأعمال
مركز البيانات
وهو جوهرة التاج في قصة نمو شركة Nvidia. فكل شيء يُشغّل بالمعماريات التابعة لإنفيديا مثل BlackwellوHopper وAmpere، بدءًا من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT) وصولًا إلى الحوسبة السحابية فائقة الاتساع. في عصر الذكاء الاصطناعي، تُعدّ وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا بمثابة الخلايا الدماغية لمراكز البيانات حول العالم.
الألعاب
لإنفيديا جذور راسخة في عالم الألعاب. فقد فرضت سيطرتها بعلامتها التجارية GeForce، حيث تُقدم وحدات معالجة رسومية فائقة الأداء تُتيح للاعبين استكشاف عوالم افتراضية غنية بالتفاصيل وواقعية للغاية. كما أنها تتمتع بمميزات مثل تتبع الأشعة وDLSS (التعلم العميق والعينات الفائقة) والتي ترسي معاييرَ الصناعة للعلبغامر.
التصور الاحترافي:
تُقدم Nvidia، من خلال علاماتها التجارية مثل Quadro وRTX، خدماتٍ للمهندسين المعماريين ورسامي الرسوم المتحركة والمصممين، حيث تُدمج في حلولها عمليات عرض واقعية للصور، ومحاكاة ومشاركة التصميم الافتراضي في سير العمل اليومي. تعتمد قطاعات مثل السينما والهندسة المعمارية والهندسة على تقنية إنفيديالتحويل الخيال إلى واقع.
السيارات
مع ازدياد ذكاء المركبات، تُسيطر إنفيديا على سوق السيارات. فعبر منصتها Drive، تقدم الشركة أنظمة قيادة ذاتية قائمة على الذكاء الاصطناعي، وترفيهًا داخل السيارة، وحوسبة المركبات ذاتية القيادة. بفضل الشراكات مع شركات صناعة السيارات التقليدية وشركات السيارات الكهربائية الناشئة، يُمكن لهذا القطاع أن يحققتحولًا على المدى البعيد.
تصنيع المعدات الأصلية والترخيص:
هنا، تُحقق إنفيديا دخلاً من ملكيتها الفكرية من خلال توفير التكنولوجيا لمُصنّعي المعدات الأصلية (OEMs) وشركائهم. يشمل ذلك ترخيص الرقائق، وحزم الأجهزة، وحلول وحدات معالجة الرسومات المُدمجة للصناعات المُتخصصة - وهو ركيزة إيرادات ثابتة، وإن كانت أقل.
🟢 خصائص الاستثمار
يرى الكثيرون أن إنفيديا هي حجر الزاوية في البنية التحتية للحوسبة الحديثة، وخاصةً في مجالات الذكاء الاصطناعي والألعاب ومراكز البيانات. تعمل الشركة في صناعة أشباه الموصلات، وهي في العادة صناعة دورية، لكن موقع إنفيديا في مجالات النمو الهيكلي طويل الأجل يجعلها شركةً استثنائيةً نوعًا ما.
يتمحور نشاطها الأساسي حول وحدات معالجة الرسومات GPUs- وهي رقائق مُصممة لمعالجة البيانات بالتوازي. في حين كانت تُستخدم هذه الرقائق في السابق بشكل حصري تقريبًا لرسومات الألعاب، إلا أنها أصبحت الآن ضرورية لتدريب الذكاء الاصطناعي، وأحمال العمل السحابية، والقيادة الذاتية، وحتى التصوير الطبي.
تعتمد إنفيديا نموذجًا قائمًا على مبدأ "بدون مصانع"، أي أنها تُصمم رقائقها لكن لا تُصنّعها، وأوكلت الإنتاج إلى مصانع مثل TSMC. يساعد هذا على التحكم في تكاليف رأس المال ولكنه قد يعرض الشركة لانقطاعات في سلسلة التوريد.
نظرًا لتأصلها في الصناعات التي لا تزال في طور التوسع - مثل الذكاء الاصطناعي، والأنظمة ذاتية التشغيل، والحوسبة السحابية – تتمتع Nvidia بمعدل نمو مرتفع. ومع ذلك، لا تزال عرضة لدورات الطلب في قطاع التكنولوجيا، وتتأثر سلبًا بضوابط التصدير، والمنافسة، وقيود توريد الرقائق.
ملاحظات مهمة للمستثمرين
- شركة تصميم رقاقات عالية النمو، مدفوعة بالابتكار، وذات تأثير عالمي
- تشارك في صناعات النمو الدوري والهيكلي (الذكاء الاصطناعي، والبيانات، والألعاب).
- نموذج بدون مصانع (Fabless) يقلل من النفقات الرأسمالية، ولكنه يزيد من الاعتماد على الموردين.
- غالبًا ما يعكس سعر السهم التوقعات المستقبلية، وليس الأرباح فقط.
- حساسة للسوق ومعرضة لمخاطر تصدير الرقاقات الجيوسياسية.
- يمكن أن تؤثر تقلبات الطلب في مجال الألعاب أو الذكاء الاصطناعي للمؤسسات على الإيرادات.
⚠️ المحفزات والمخاطر الرئيسية
المحفزات
- توسّع الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات
تُعتبر رقاقات إنفيديا البنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي. مع تزايد استخدام الشركات في قطاعات الرعاية الصحية والسيارات والمالية لأدوات الذكاء الاصطناعي، ستستفيد إنفيديا من الطلب المتزايد على الرقاقات.
- نمو مراكز البيانات
يواصل مزودو الخدمات السحابية توسيع نطاق استخدام وحدات معالجة الرسومات (GPU) لتدريب نماذج اللغات الكبيرة ومعالجة البيانات الضخمة، مما يعزز إيرادات إنفيديا من مراكز البيانات.
- الارتباط بالنظام البيئي للبرمجيات
من خلال منصات مثل أنظمة CUDA وDGX، تبني إنفيديا حواجز برمجية تحافظ على ارتباط المطورين والباحثين بنظامها البيئي.
- تبني السيارات والروبوتات
مع تطور تكنولوجيا القيادة الذاتية والروبوتات، أصبحت منصة DRIVE من إنفيديا عنصرًا أساسيًا لشركات صناعة السيارات والشركات الصناعية.
- دورات المنتجات الجديدة
يُقدم كل جيل من وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا (مثل هوبر أو بلاكويل) أداءً وكفاءةً أعلى، مما يُحفز دورات الترقية من العملاء.
المخاطر
- حساسية التقييم
تُتداول أسهم إنفيديا بمضاعفات ربحية. حتى انخفاض الأرباح الطفيف أو تباطؤ التوجيهات قد يُؤدي إلى تصحيحات كبيرة في أسعار الأسهم.
- ضوابط التصدير والتوترات الجيوسياسية
يمكن أن تؤثر القيود المفروضة على مبيعات الرقائق إلى الصين أو غيرها من المشترين الرئيسيين بشكل ملموس على الإيرادات، وخاصةً في قطاع مراكز البيانات.
- اضطرابات سلسلة التوريد
نظرًا لعدم وجود مصانع، تعتمد إنفيديا على مصانع خارجية. ومع حدوث أية مشاكل في شركة TSMC أو غيرها، قد تتأخر الشحنات أو تتضاعف التكاليف.
- التهديدات التنافسية
تُطور كل من شركة Intel وAMD وشركات تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي الناشئة (مثل شريحة TPU لجوجل وشريحة Trainium لأمازون) بدائل لإنفيديا.
- الإنفاق التكنولوجي الدوري
على الرغم من تأثرها بالاتجاهات طويلة الأجل، فإن إنفيديا ليست بمنأى عن فترات توقف الإنفاق المؤسسي، أو تباطؤ نمو الألعاب، أو تراجع الاقتصاد الكلي.
نبذة عن تاريخ الشركة وأهم إنجازاتها
- 1993: تأسست شركة إنفيديا في كاليفورنيا على يد جنسن هوانغ وشريكيه المؤسسين.
- 1999: إطلاق بطاقة GeForce 256، أول وحدة معالجة رسوميات، مما أدى إلى ثورة في عالم رسومات الحاسوب.
- 2006: إطلاق نموذج CUDA، مما أتاح استخدام وحدات معالجة الرسوميات للمطورين خارج نطاق الألعاب.
- 2016- حتى الآن: الانتقال إلى حوسبة الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والمركبات ذاتية القيادة.
- عشرينيات القرن الحالي: تميزها كلاعب أساسي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عالميًا.
- اليوم: تُعدّ إنفيديا رائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، وتُواصل رسم ملامح التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
شهدت إنفيديا تحولًا غير مسبوقًا من كونها شركة مُصنّعة لرقائق الألعاب إلى مُحرّك للبنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي. وبهيمنتها على تكامل البرمجيات والأجهزة، وحضورها الاستراتيجي في قطاعات التكنولوجيا سريعة النمو، أصبحت خيارًا مُقنعًا للعديد من المستثمرين على المدى الطويل.